العربي الزوابي أحيت جمعية قدماء الصادقية بالتعاون مع دار الكتب الوطنية ندوة علمية يوم 20 ماي الحالي، تخليدا لذكرى العشرين لوفاة الأستاذ حمادي الساحلي. واشتملت التظاهرة على جلسة علمية ومعرض لنماذج من مؤلفات الفقيد، أقيم ببهو دار الكتب الوطنية. وقدّم المشاركون في الندوة مداخلات حول مناقب الفقيد وحياته الأدبية والثقافية، وإثارة بعد الذكريات عنه وعن مقاربته لمجالات كثيرة في التدريس والبحث والتأليف والترجمة والتحقيق. وكانت كلمة العائلة لابنه الباحث محمد العزيز الساحلي. واختتمت الندوة بقراءة مرثية للشاعر محمد بن أحمد من الجزائر عن الفقيد، قرأ نصّها الأستاذ عادل كشك رئيس قسم المخطوطات بدار الكتب الوطنية. لقد فقدت الساحة التونسية برحيل الأستاذ حمادي الساحلي أحد رجالات الأدب والثقافة الذين أنجبتهم تونس، وكان لهم إسهام كبير في مدوّنة التاريخ الثقافي التونسي. ولد الأستاذ حمادي الساحلي يوم 16 ماي 1928 بمدينة تونس بحي الحلفاوين. درس بالكتّاب ثم التحق بالمدرسة العرفانية التابعة للجمعية الخيرية الإسلامية. ودرس تعليمه الثانوي بالمدرسة الصادقية سنة 1942 وتحصل على شهادة ختم الدروس والجزء الأول والجزء الثاني من الباكالوريا سنة 1948. تولى بعد تخرجه التدريس بالفرع الابتدائي التابع للصادقية في السنة الدراسية 1949-1950، ثم سافر إلى فرنسا لمزاولة دراسته العليا سنة 1950 في كلية الآداب "الصربون". تحصّل على شهادة التاريخ الحديث والمعاصر من جامعة الصربون سنة 1952 وفي السنة الموالية على شهادة التاريخ الوسيط، والتحق بجامعة "اكس أون بروفونس" في جنوبفرنسا وتحصل على شهادة الجغرافيا العامة وشهادة الجغرافيا الإقليمية سنة 1954. كما أحرز الإجازة في التاريخ والجغرافيا سنة 1955. اشتغل حمادي الساحلي في خطة عون وقتي في القباضة المالية التابعة لبلدية تونس، ثم عيّن سنة 1955 أستاذا للتاريخ والجغرافيا بالمعهد الثانوي للذكور بسوسة سنة 1958، واستغل في الخطة نفسها بالمدرسة الصادقية في السنة الدراسية 1958-1959. تقلد عدة وظائف إدارية، ملحقا بديوان وزير التربية القومية محمود المسعدي من سنة 1973 إلى 1978، ورئيس ديوان وزير الثقافة محمد اليعلاوي ومدير العلاقات الخارجية بوزارة الشؤون الثقافية من سنة 1978 إلى 1981. عُيّن في جوان 1981 مديرا مستشارا بالشركة التونسية السعودية للاستثمار الإنمائي، وقد عمل بهذه المهمة إلى تاريخ وفاته. وإلى جانب المهام الإدارية تولى حمادي الساحلي تدريس اللغة الفرنسية والترجمة بالمدرسة العليا للحقوق، وتدريس تاريخ الحركة الوطنية بمعهد الصحافة وعلوم الإخبار والمدرسة القومية للإدارة ومدرسة الأركان العسكرية. نشط منذ ستينات القرن الماضي في كثير من المنظمات والجمعيات الثقافية مثل اللجنة الثقافية الوطنية وبالنادي الثقافي أبو القاسم الشابي وجمعية الدراسات الدولية ونادي المربي وجمعية قدماء الصادقية التي انضمّ إلى هيأتها المديرة بداية من سنة 1995، وكان نائبا لرئيسها فؤاد المبزع فيما بعد، وساهم في إصدار المجلة الصادقية بداية من شهر ديسمبر 1995. وتنوّعت أعمال حمادي الساحلي بين التأليف والتحقيق والترجمة، وله نحو 30 كتابا وأكثر من 60 فصلا ومقالة. توفي يوم 6 جويلية 2002.