رغم إدراكنا لطبيعة حزب نداء تونس..ووعينا بحقيقة أهداف هذا الحزب الغريب…الذي يجمع رموز النظام البائد من مختلف القطاعات ( أعمال..محاماة..جامعيين)..إلا أن مواقف النداء من بعض القضايا الوطنية و الإقليمية تثير "الاشمئزاز" ، و تشير إلى مدى "غرور" و "تعالي" قيادة هذا الحزب و احتقاره للشعب و حتى لدماء شهداء تونس..الذين لولاهم لما سمعنا صوت مرزوق..الذي أصبح "يسكن " الإذاعات و البلاتوهات بعد الثورة. نداء تونس الذي دعم صراحة القتل في مصر من خلال تصريحات قيادات الحزب و على رأسهم رئيس النداء الباجي قايد السبسي..خيّر، اليوم ، "صمت الأموات" بعد صدور أحكام "العار" في قضايا شهداء و جرحى الثورة ، و التي تم بموجبها تبرئة "عصابات الموت" التي نكلت بأبناء القصرين و تالة و حي التضامن و غيرها من المناطق التي كانت ضحية لعمليات القنص بالرصاص الحي.. القيادي في الحزب لزهر العكرمي برر "خرس" و "طرش" النداء إزاء أحكام التبرئة و الإفراج عن قتلة شهداء تونس ، بأنه "لا تعليق على أحكام القضاء"..لكن هذا "الأدب" المفرط تجاه القضاء لم نره في مواقف الحزب أثناء محاكمة سامي الفهري و غيرها من القضايا..و ما رافقها من مزايدات و متاجرة بحرية الإعلام و الصحافة..كما لم نسمع هذا الشعار يرفع ضد المشككين في قرارات القضاء في قضايا اغتيال بالعيد و البراهمي. نداء تونس أعلن ، في تقديري ، وفاته (السياسية) من خلال هذا الموقف "الفضيحة" من قضايا شهداء العزة و الكرامة..الذين حرّروا بعض قيادات النداء من "العبودية" التي كانوا يعيشونها في هياكل "التجمع المنحل"..كما أن موقف الحزب من الأحكام الصادرة في قضايا قتل أبناء تونس، يبرز ازدواجية خطاب هذا الحزب..الذي صدّع رؤوسنا خلال أحداث سليانة بالمطالبة بفتح تحقيق في "الرش" ، و "التكفل بعلاج ضحايا الرش"..في حين يصمت قياداته ، اليوم ، تجاه الإفراج عن مستعملي الرصاص الحي ضد شباب تونس.. أبو آدم