برزت منذ مدة مجموعة من التصريحات و الخطابات الإعلامية التي "تجس النبض" بخصوص تجميد المسار الانتخابي ، و تأجيل أحد أهم الاستحقاقات التي توافقت عليها أغلب الأحزاب و المنظمات الوطنية..و حددها الدستور بسقف زمني لا يتجاوز نهاية هذه السنة.. آخر التصريحات و أكثرها دلالة على نوايا البعض..هو تصريح رئيس حزب نداء تونس الباجي قايد السبسي أمام المئات ممن تم نقلهم من مختلف أنحاء الجمهورية "ليستمعوا" لخطاب السبسي في صفاقس.. السبسي قال أنه "لا يمكن إجراء انتخابات في هذه الظروف"..بعد أن ادعى أن حزبه أصبح الحزب الأول في المشهد السياسي..و بقطع النظر عن مدى خطورة مثل هذا التصريح..و خطورة نوايا بعض الجهات الداخلية ، و ربما الخارجية لتجميد آخر مراحل الانتقال الديمقراطي..فتصريح الباجي لا يمكن قراءته بمعزل عن خطاب بعض المؤسسات الإعلامية التي عادت "لإرهاب" التونسيين و إعادة تحديد أولوياتهم.. ليصبح الأمن و الخبز و خطر صعوبة توفيرهما في صدارة عناوين الأخبار و في الصفحات الأولى لعدد من الصحف.. تصريح السبسي بخصوص صعوبة إجراء الانتخابات لا يمكن عزله أيضا عن أداء المجلس الوطني التأسيسي و خاصة أداء مكتب المجلس و على رأسه رئيسه مصطفي بن جعفر..إذ يؤكد عديد المتابعين لأعمال المجلس أن بن جعفر "يتلكؤ" منذ مدة ، و بالتوازي مع بعض الأصوات التي تلمح لتأجيل الانتخابات ، بخصوص المصادقة على القانون الانتخابي.. تصريح السبسي يمكن فهمه خاصة و أن الرجل له سوابق في تأجيل و حتى تزوير الانتخابات..لكن "التاريخ الوطني" لن يرحم مصطفى بن جعفر إذا أقدم على أول خرق للدستور الجديد الذي فرض إجراء الإنتخابات قبل موفى هذه السنة..كما ان التاريخ لن يسامح بن جفر إذا جعل المجلس الوطني التأسيسي و ما تبقى من المسار الانتقالي رهين حساباته الحزبية و الشخصية الضيقة . أبو آدم