دأبت العديد من الرموز السياسية العربية والإقليمية على تقاليد اصطحاب الأزواج لزوجاتهم خلال التظاهرات الحزبية والحملات الانتخابية وغيرها من المناشط ، هذه الظاهرة تكاد تكون منعدمة في تونس ، ولم تتجانس الشخصيات السياسة و الحزبية في بلادنا مع هذه التقاليد التي برزت في بعض البلدان واختفت في أخرى . ولم نلحظ اصطحاب رؤساء الأحزاب في تونس لزوجاتهم وغابت بذلك كنية حرم الزعيم او حرم الأمين العام او حرم الرئيس ، واختفت حتى نساء القيادات الأولى في الدولة على غرار زوجة المرزوقي وزوجة الجبالي والعريض ، حتى زوجة الوزير الأول الحالي كان اول ظهورها خلال الزيارة الأخيرة التي أداها جمعة الى باريس . الاستثناء الوحيد في تونس كان مع زعيم حزب العمال والناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية حمة الهمامي الذي لا يكاد يتحول الى زيارة او يحضر تظاهرة او يقوم على تجمع الا وكانت السيدة راضية النصراوي الى جانبه متصدرة للمشهد ، وتعتبر النصراوي الزوجة الأكثر ظهورا لزعيم سياسي تونسي ، بعد ليلى بن علي زوجة رئيس التجمع والرئيس السابق زين العابدين بن علي ، ولم تعرف تونس هذه التقاليد الا مع بورقيبة الذي ارتقى بوسيلة الى مستوى الشريك في الحكم ، ثم مع بن علي الذي فوت في صلاحيات واسعة داخل الدولة لليلى الطرابلسي ، ثم لاحقا لأسرتها وعلى راسها شقيقها الأكبر بالحسن الطرابلسي. وحتى وزراء القصبة في عهد بن علي ورؤساء أحزاب الديكور ، لم تكن لديهم هذه الثقافة ، ولم يصطحبوا نسائهم خلال نشاطاتهم العامة ، الثقافة التي احتجبت في تونس ، واحتكرتها ليلى الطرابلسي لمدة طويلة ثم احيتها بقوة بعد الثورة السيدة راضية النصراوي ، زوجة الزعيم اليساري واحد اقطاب المدرسة الشيوعية في تونس السيد جمة الهمامي. نصرالدين