في الوقت الذي كانت تسعى فيه الجالية التونسية في أوروبا للملمة شتاتها وتضميد الجفاء الذي خلفته سنوات الجمر والشروخ الكبيرة التي تركها التجمع بودادياته السيئة السمعة، وفي الوقت الذي بدأت شريحة الشباب والجيل الثاني والثالث تحقق فضيلة الاقتراب وتنسج خيوط التعايش بين مكونات الجالية الواعدة التي تبحث لها عن دور في تنمية بلادها انطلاقا من تواجدها في رحم القارة الأوروبية الغنية بتجاربها و بمؤسساتها ، هذه المؤسسات القابلة للانطلاق باتجاه وطننا الحبيب اذا احسنا جذبها و استدرارها. في هذا الوقت وبعد ان تقدمت مجموعة من الكفاءات في صياغة ملامح مشروع مجلس التونسيين بالخارج، وقعت المشكلة ! و بلا مبررات وبدون سابق انذار قررت السيدة اعتدال فضلون بربورة منسقة المشروع ان تسحب البساط من تحت جميع الكوادر الذين اشتغلوا على المشروع لاشهر طوال، وقامت بعملية انفصال غريبة وغير مفهومة عن الجسم الذي شيد المعالم الأولى للمشروع وذهب معه الى المنتهى، واستأثرت بانجازات غيرها، ثم قامت بقطع خيوط التواصل بين الفريق القائم على المشروع و مؤسسات الدولة في الداخل. يجمع اليوم الفريق الذي اشرف على المشروع منذ بداياته انهم وحين كانوا منغمسين في التاسيس الذي كلفهم الكثير من الجهد المضنى، كانت السيدة فضلون بربورة غائبة عن المشهد تكتفي بتسجيل الحضور ولا تنخرط في المشروع بالقدر الذي يتطلبه دورها كمنسقة له، رغم ذلك لم يكن يجول بخلد الفريق ان السيدة المنسقة فتحت قنوات أخرى وانها بصدد تحويل وجهة حلم التونسيين بالخارج الى التسييس. لقد اكتشفت المجموعة الفاعلة في المشروع ان بربورة حاولت تجميد المشروع وتعطيله خلال السنة الفارطة، و اتضح انها كانت تترقب تغيير دراماتيكيا للأوضاع في البلاد كي تستغله لصالح الأطراف التي نسقت معها، ومن هناك تقوم بسحب المشروع من أصحابه ومن الجالية والحاقه بخانة التحزب المقيت الذي اباد العمل الجمعياتي لعقود في تونس و لاحقه في الخارج ليجهز عليه داخل دول زاخرة بمؤسسات المجتمع المدني. استحوذت السيدة فضلون بربورة على جهود الشباب والطاقات التونسية، وتبحث اليوم عن الدعم من الداخل و عن حاضنة مسيسة في الخارج، ليقزم المشروع وتعود الجالية كما كانت متفرقة عازفة عن التأسيس لواقعها, يتحدث باسمها من لا يمثلها. مجموعة الكوادر التي اشرفت على المشروع منذ بداياته ثم سحب منهم بطريقة غريبة