في الوقت الذي كانت عصابات التجمّع تحكم قبضتها على الوطن العزيز وكان الجنرال بن علي يبطش بكل الأصوات الحرّة في الداخل عن طريق الأجهزة الأمنيّة ومليشيات العصابة الحاكمة وفي الخارج عن طريق تصدير البوليس السياسي ليراقب الجالية ويحول بينها وبين الإستفادة من التجربة الديمقراطية وأجواء الحرية السائدة في ألمانيا، في هذه الأوقات العصيبة ووسط هذه الأجواء المشحونة قام بعض الأحرار في تونس ببعث جمعيات وهياكل للتصدي لجرائم الأسرة الحاكمة وعلى غرارهم قام المهجّرون بمعيّة صفوة من أبناء الجالية التونسيةبألمانيا ببعث العديد من الجمعيات التي أخذت على عاتقها كشف ما يقوم به الجنرال المخلوع وما يغطي عليه من جرائم وفساد. لقد كان لهذه الجمعيات شرف التحرّك على العديد من الجبهات حقوقية وإعلامية وثقافية وإغاثية.. وذلك من أجل تخفيف الضغط على شعبها وقواه الحيّة بالداخل، واليوم وبعد قيام الثورة المباركة وتواصلا مع مسيرة النضال الذي امتد لما يناهز العقدين من العمل والعطاء ثم إثر سلسلة من تبادل الآراء وتقييم الساحة والتواصل مع الجالية تعلن العديد من الجمعيات التونسيةبألمانيا عن قيام:
" إتحاد الجمعيات التونسيةبألمانيا " تأتي هذه الخطوة بعد سلسلة من الزيارات التي قام بها رموز هذه الجمعيات إلى الوطن الحبيب تونس والتي أفضت إلى أنّ الثورة إشاراتها واضحة في ضرورة وحدة الصفّ وتجفيف منابع الخلاف وبعث ثقافة الحوار والإئتلاف حتى يتسنى للوطن أن يشرع في عملية الإقلاع نحو الهدف المنشود "دولة القانون والعدل والحريات". كما تأتي استجابة للإهتمام الكبير للجالية بوطنها وثورته المجيدة ومحاولة لتأسيس الأطر والوسائل التي طالما ألحت عليها الكوادر والإطارات من أجل توظيف خبراتها ومواردها لدعم ثورة الأحرار وإنجاح مسيرة البناء، ومن أجل هذا وغيره من الأهداف النبيلة بُعث هذا التكتل ليكون في خدمة وطنه وشعبه وليساهم في إرساء جسور الحوار بين تونسوألمانيا الإتحادية..
يأتي هذا التكتل للمساهمة في بناء لحمة حقيقية بين نسيج الجالية الثري والزاخر، ولعل انتخابات المجلس التأسيسي وما تعنيه لأبناء تونس ومستقبل بلادهم تكون قد عجّلت بإخراج هذا التكتل إلى النور لشعور القائمين عليه بالقيمة الكبيرة للإنتخابات المرتقبة وما سيترتب عليها من خير للوطن وأبنائه وبناته ، كما عجّل به الإحساس المتفاقم لدى أبناء الجالية بأنّهم مطالبون وبشكل ملح بضرورة مجاراة نسق الثورة التونسية التي أحدثت الإختراق والسبق، وعلى الجالية التونسيةبألمانيا أن تكون في مستوى هذا الإنجاز، وتحدث بدورها السبق في إرساء مؤسسة تكون في سمعة هذه الجالية المتميزة وتكون نبراسا لبقية الجاليات كما كانت ثورتنا نبراسا لبقية الثورات.
ويعلن اتحاد الجمعيات التونسيةبألمانيا أن بابه مفتوح لكل الهياكل والجمعيات التي تريد الإلتحاق به سواء كانت الموجودة على الأرض أو تلك التي ستؤسس لاحقا على أن تكون عناصرها من الثورة وإلى الثورة وأن يكون ولاءهم لدماء الشهداء وليس لمن سفكها واستباحها. ان هذا الاتحاد لم ير النور ليكون عبئا على الملفات وحواسيب الإدارة ولا ليكون رقما سائبا في العدّاد اللاقط للجمعيات إنّما جاء ليصنع الإضافة ويسهر على تحقيق الأهداف التالية :
1. وضع طاقاته على ذمّة الثورة في زخمها العامّ بعيدا عن الحسابات الضيقة 2. تشكيل همزة وصل بين الجالية والمؤسسات بالداخل يحمل همومها إلى الوطن مثلما يسهّل تدفّق خيراتها اليه. 3. استثمار احتكاكه بالمؤسسات الألمانية والخبرة التي ترتّبت عن ذلك في فكّ الإرتباط بين مصالح الوطن الثابتة ومصالح الأحزاب العابرة. 4. توظيف العلاقة التي اكتسبها لصالح الوطن خاصة في المجالات الحيوية سياحة ، تعليم ، صناعة ... 5. تنشيط ندوات ومخيمات وسهرات تساعد الجالية على ترجمة عواطفها نحو وطنها إلى أفعال مادية ملموسة تعود بالنفع على دولتنا المنشودة ومؤسساتها الناشئة. 6. إرساء فضاءات تستوعب الجالية تكون مغايرة تماما عن تلك الفضاءات السابقة المعطّلة والمصادرة والمجيرة. 7. يسعى لإنعاش العلاقة الجافة والنمطية بين الجالية وبعثاتنا الدبلوماسية . 8. استغلال العاطفة المشتركة لدى الجالية نحو وطنها وذلك ببناء علاقات بينية دافئة ونموذجية قد تسهم في تآكل الجفاء السائد بين الكثير من النخب والأحزاب بالداخل.
هذا إلى جانب الكثير من الطموحات الأخرى التي سيحسم فيها مدى حبنا لوطننا ورغبتنا في إنجاح هذه الثورة الإستثنائية الفريدة التي انتزعت حرّيّة الشعب التونسي وحرّيّة الشعوب العربية وأيقظت شعوبا أخرى من سباتها وهي تستعد لتقتفي آثارنا..
المنسق العام بلقاسم النقاز
الممضون
ü الجمعية الألمانية التونسية للثقافة والإندماج Deutsch-Tunesischer Verein für Kultur und Integration ( DTV ) e.V ü جمعية نداء الحرية Aufruf der Freiheit ( AdF ) e.V ü الجمعية التونسية للثقافة والحوار Tunesischer Verein für Kultur und Dialog ü جمعية الجالية التونسيةبألمانيابرلين ü اتحاد الطلبة التونسيينبألمانيا ü SOS Tunesien