العربي القاسمي / تونس في 30 أفريل 2012 تألّمنا …. ولكنّا تعلّمنا دفعنا السّوء بالحسنى كظمنا الغيظ …. عفونا عن جهالتكم صبرنا عن مكائدكم عساكم ترعووا عنّا فما زدتم سوى مكرا وما زدتم سوى حقدا سكتنا عنكمُ دهرا وها اليوم تكلّمنا تعرّينا بمسلخكم …. ببرج الرّوم والنّاظور ولم تُكشف لنا عورة وظلّ سترنا التّقوى ومرّ العقد والعقد سنون الجمر لم تُخمد لنا ثورة عرفنا الجوع والقهر عرفنا البؤس والعسر ولم نسمع لكم ركزا ! سوى التّنكيل والغدر ظُلمنا … مسّنا القرح وفاض الدّمع والجرح ولم يُرحم لنا رضّع ولم نسمع لكم ركزا ! وفي العيد …. زنازننا تعايدنا مهاجرنا تباعدنا وشوق الأرض والأهل يؤزّ من عزائمنا وطعم العيش ترياق ولم نسمع لكم ركزا ! يموت الأهل من كمد يؤبّنهم ذوو القربى ولا نلقي لهم نظرة ولا نعرف لهم قبرَا كأنّا قبل موتهمُ بأعوام قُضي عنّا ولم نسمع لكم ركزا ! وفي الأفراح نُفتقد وليت الأهل ينسونا ويغمرْ جمعهم عرسا ولكن ذكرى أهْلينا تحيل عرسهم حزنَا ولم نسمع لكم ركزا ! وغاب من خطابكمُ حقوق العبد والرّبّ وجفّ حبركم دهرا وحين قلتمُ “كفرا” فما قلتم “بنو وطن” ولا قلتم “ذوو قربى” فما أنصفتمُ العدل ولا شرّفتمُ العُرْب علا اليوم نعيقكمُ يريد بترنا حقّا تعرّيتم بخلوتكم برغبتكم … جثوتم تلثموا الأرض بلا حبّ … بمسكنة لترضوا الظّلم والطّاغوت زحفتم كالثّعابين على البطن، على الوجه ولغتم في دم الشّهداء وأعراض المساجين فشلتم لم يعد لكمُ سوى التّضليل والكذب كما الفرعون من قبل لقد خبتم كما خاب لقد خنتم عشيرتكم لقد ضاعت مروءتكم وأهدرتم كرامتكم “سلامَا” (1)ليس تنصفكم وليس أصدق قولا لكم من “اخسئوا فيها”(2) فبعد اليوم … لن يُسمع لكم ركزَا ولن يُرفع لكم ذكرَا. تألّمنا …. ولكنّا تعلّمنا فدى الإسلام بالنّفس وصنع النّصر بالمحن وحثّ الخطو للقدس وكيف نفدي بالمُقل … وكيف نسقي من دمنا… ثرى الوطن. (1) وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما (2) قال اخسئوا فيها ولا تكلمون