رفعنا الحق وضّاء مُبينا وأعلينا اللواء مُحَرّرينا سبقنا العالمين إلى التّحدي ودمدمنا أباة ثائرينا على قدر نهضنا واكتملنا وزلزلنا عروش المجرمينا فما وهنت عزائمنا لجرح و لا خُنّا الهوى مُستسلمينا فما أسمى هتافات الحنايا وما أبهى سقوط الظالمينا ***** لنا التاريخ مجتمِعًا وأرضٌ رويناها وصَالا عاشقينا وعفّرنا بتربتها جباها وصُنّاها كراما قائمينا فقل للعابرين : هنا نبتنا على سبب بأرض الفاتحينا هنا سكب الأشاوس فيض روح وذابوا في الصّبابة جاهدينا وجادوا بالنفوس صدًى وحبّا لوجه الحق أسْدا ضاربينا بلونا في المدى الأيام حتّى أطاعتنا نُهاة ً آمرينا وسقناها لقِبلتنا اختيارا وما كنا لها بالمُكِرهينا هَوى التوحيد أورثنا انعتاقا فهِمنا بالكفاح مبشّرينا وأذنت الصّوامع في علاها لغيرالحق لا نحني الجبينا رجال الله صالوا ثمّ صانوا ثم صاموا عن هواهُم مُخبتينا خصوم الموت قد قهروا التواني وجالوا في المعامع هازئينا فما ارتبكوا و لا انكسروا ولكن تمادَوا في المحائن صابرينا هم العُباّد إن سجدوا اطمأنوا وإن قاموا استقاموا واثقينا ظلام السجن أورثهم ضياء ووجدانا بصيرا مستبينا وكم تاهوا بأعتاب المنافي وظلوا كالطيور مهاجرينا فلا وكرٌ بدا للروح أرضًا و لا كون بدا حضنا حصينا تشرّدت النفوس بلا اتفاق وتاهت دمعة الأطفال فينا وضاقت أرضنا بالخطو حتى رأينا الشعب معتقلا سجينا فكم ثكلى قضت كمدا وغُبنا وكم شيخًا بكى عَجزا ، حزينا وكم ذاق الكرامُ أذى وهجرا وأوذوا بالحِصار مُجوَّعينا ألا فلتسألوا الناظور عَنا وعن فتياننا حين ابتلينا أذاقوهم من البأساء حتى تمنّوا لو أراحُوا ميتينا ولكن المواجعَ محضُ وهم إذا لاقت قلوبَ المؤمنينا يرون الجرح موعودا بنصر وإلا حَمحموا مستشهدينا فما الأرواح إلا مَهر أرض نراها درّة في العالمينا كذا عاد الزمانُ لنا وعُدنا فأهلا بالزمانِ وبالّذينا بنَوا آمالهم جرحا فَجُرحًا ونارُ الوجْد تبريهم سِنينا ****** هنا زيتونة ُ الشعب استعادت شرايينَ الثرى نبضا أمينا وقد غاب الندى عنها وعنّا وظلّ الغيمُ يرقبها ضنينا فرتّل سورة العُشاق إنّا ظمئنا واكتوى القلبُ حنينا إلى الآيات جوّدها وعطّر جوانحنا وألهمنا اليقينا وأعلنها مدوّية ً وزلزل جبال الغيظِ والصّمْتَ الدفينا فها قمنا وها نحن استعدنا لجام الوقتِ جندا ثابتينا كذا فليشهد الزيتون أنا نقاسمه الهوى ماء وطينا ونروي هام نخلتنا إباء ونَحْمِي طلعَها مُتوَكّلينا فقولوا للبقيّة من بقايا ظلامِ القهر، زُولوا طيّعينا أو اندثروا بلا لقبٍ فإنّا سئمنا مكرَكم مُتسلّلينا سلام للحرائر في بلادي سلام للرجال الطالعينا .