يبدو ان الأخبار التي تتحدث عن الشروع في تصفية السيد محسن مرزوق وجيوبه من حزب نداء تونس بدأت تاخذ طريقها الى التنفيذ الفعلي ، الشئ الذي جعل مرزوق يفقد البوصلة ويذهب بعيدا في عملية التكفير عن ذنبه بعدما كشف الاختراق الأخير لحسابه عن نيته المبيتة في سحب البساط من تحت أقدام الأمين العام لحزب نداء تونس السيد الطيب البكوش ، الاختراق نفسه كشف عن عملية ابتزاز جنسية شنيعة تورط فيها قيادي نداء تونس ضد صحفية ناشئة استغل طموحها الكبير بأشكال لا أخلاقية ، وان كانت تجاذباته مع حركة النهضة او غيرها من الأحزاب تعد ضمن الواقع السياسي المعاش الذي يجب على الصحافة ان تكون فيه على قدم المساواة مع جميع الأطراف وحتى استنكاره الإشارة للإسلام في الدستور واعتباره ان محل الإسلام هو القلوب يمكن إدراجه من طرف البعض ضمن حرية الراي ، كما يمكن إدراج تقسيمه للجان حماية الثورة الى قسمين ، الأول اعتبره من خرجي السجون والقسم الثاني من أزلام المخلوع ضمن الردود المتشنجة ، وله الحق في حرية تصنيف الأحزاب بالطريقة التي يراها كما صنف حركة النهضة بالحزب المتطرف هذا اذا كان الوصف لا يعاقب عليه القانون ، فان اخطر ما اقترفه السيد مرزوق وفق ما نشرته صحيفة تونسية هو ادعائه بان تونس تعد اليوم “من أكبر مصدري المقاتلين في اتجاه الجبهات في الدول العربية” واخطر من ذلك اتهامه للحكومة الممثلة للدولة التونسية بإرسال مجموعات كبيرة من المقاتلين إلى مالي وسوريا، والقيام على تدريبهم ، ياتي هذا التصريح في وقت تبحث فيه بعض القوى الكبرى عن حلقة ضعف في تونس لتفرض قواعدها في بلادنا وتستعملنا كخلفية لوجستية في صراعاتها الحالية والقادمة كما ياتي هذا التصريح الخطير في وقت تفاوض فيه تونس بعض الدوائر المالية العالمية من اجل إنعاش الاقتصاد الوطني ، ويأتي أيضا في وقت تنتعش فيه السياحة التي تشهد حالة من التنافس القوي بيننا وبين العديد من دول الحوض قد تحسم بعض الإشاعات الداخلية وخاصة اذا كانت صادرة من أحزاب الأمر الى غيرنا وربما أصابت السياحة التونسية في مقتل.