لجنة متابعة وضعية هضبة سيدي بوسعيد تؤكد دقة الوضع وتوصي بمعاينات فنية عاجلة    المهدية: اللإنثين القادم إنطلاق حملة تحيين مراكز الاقتراع لفائدة الناخبين المعنيين بالتصويت على سحب الوكالة    تطاوين : وزير السياحة يؤدي زيارة ميدانية إلى ولاية تطاوين ويؤكد دعم السياحة البديلة ومتابعة المشاريع المعطلة    مع الشروق :الاعتراف... نصر أكتوبر الجديد    البطولة العربية لكرة السلة - المنتخب التونسي يفوز على نظيره القطري 79-72    مباريات ودية: انتصارات لكل من النادي الصفاقسي، النجم الساحلي والاتحاد المنستيري    طقس الليلة.. خلايا رعدية مع امطار بعدد من المناطق    لرصد الجوي يُصدر تحييناً لخريطة اليقظة: 12 ولاية في الخانة الصفراء بسبب تقلبات الطقس    الكاف: شبهات اختراق بطاقات التوجيه الجامعي ل 12 طالبا بالجهة ووزارة التعليم العالي تتعهد بفتح تحقيق في الغرض (نائب بالبرلمان)    شائعات ''الكسوف الكلي'' اليوم.. الحقيقة اللي لازم تعرفها    قبلي: يوم تكويني بعنوان "أمراض الكبد والجهاز الهضمي ...الوقاية والعلاج"    مصر تضع "تيك توك" أمام اختبار صعب    بورصة تونس تحتل المرتبة الرابعة ضمن قائمة اداء الاسواق العربية خلال الربع الثاني من 2025    عاجل: سوبر الأحد..الترجي بغيابات مؤثرة والملعب التونسي يسترجع عناصره    قرطاج يشتعل الليلة بصوت نانسي: 7 سنوات من الغياب تنتهي    عاجل/ وزارة الفلاحة توجه نداء هام لمُجمّعي الحبوب وتقدّم جُملة من التوصيات للفلاحين..    تنبيه هام: تحويل جزئي لحركة المرور بهذه الطريق..#خبر_عاجل    بالأرقام: كميات الأمطار المسجلة خلال ال24 ساعة الماضية في عدد من الولايات..    شراو تذاكر ومالقاوش بلايصهم! شنوّة صار في باب عليوة؟    زغوان: حجز 735 كلغ من الأسماك الفاسدة كانت داخل براميل بلاستيكية كبيرة الحجم    عاجل/ تزايد محاولات القرصنة..ووكالة السلامة السيبرنية تحذر..    عاجل/ شبهات اختراق وتلاعب بمعطيات شخصية لناجحين في البكالوريا..نقابة المستشارين في الإعلام والتوجيه الجامعي تتدخل..    عاجل/ الحماية المدنية تُحذر من اضطراب البحر حتى وإن كان الطقس مشمساً..    عاجل/ توقعات بان تتجاوز درجات الحرارة المعدلات المناخية خلال فترة اوت-سبتمبر-اكتوبر 2025..وهذه التفاصيل..    18/20 وُجّه لعلوم الآثار بدل الطب... تدخل وزاري يعيد الحق لتلميذ باكالوريا    غدًا.. الدخول مجاني لجميع المواقع الأثريّة والمعالم التاريخيّة    جامع الزيتونة ضمن السجل المعماري والعمراني للتراث العربي    الشاب بشير يمتع جماهير مهرجان سلبانة الدولي    عاجل/ زلزال بقوة 5.5 درجات يضرب هذه المنطقة..    الإدارة العامة للأداءات تنشر الأجندة الجبائية لشهر أوت 2025..    تحذير: استعمال ماء الجافيل على الأبيض يدمّرو... والحل؟ بسيط وموجود في دارك    اتحاد الشغل يؤكد على ضرورة استئناف التفاوض مع سلطات الإشراف حول الزيادة في القطاع الخاص    "تاف تونس " تعلن عن تركيب عدة اجهزة كومولوس لانتاج المياه الصالحة للشرب داخل مطار النفيضة- الحمامات الدولي    غازي العيادي ضمن فعاليات مهرجان الحمامات الدولي: ولادة جديدة بعد مسيرة فنية حافلة    وزير التعليم العالي يتدخل وينصف التلميذ محمد العبيدي في توجيهه الجامعي    المنظمة الدولية لحماية أطفال المتوسط تدعو إلى سنّ ضوابط لحضور الأطفال في المهرجانات والحفلات    إيقاف حارس ميسي ومنعه من دخول الملاعب    وفاة جيني سيلي: صوت الكانتري الأميركي يخفت عن عمر 85 عامًا    كيفاش أظافرك تنبهك لمشاكل في القلب والدورة الدموية؟    عاجل : النيابة الفرنسية تطالب بمحاكمة لاعب عربي مشهور بتهمة الاغتصاب    جثمان متحلل بالشقة.. الشرطة تكشف لغز اختفاء عم الفنانة أنغام    الرضاعة الطبيعية: 82% من الرضّع في تونس محرومون منها، يحذّر وزارة الصحة    موجة شهادات مزورة تثير تداعيات سياسية في إسبانيا    كولومبيا.. تعيين ممثل أفلام إباحية وزيرا للمساواة    (سنغفورة 2025 – أحمد الجوادي يتأهل إلى نهائي سباق 1500م سباحة حرة بتوقيت متميز    سهرة قائدي الأوركسترا لشادي القرفي على ركح قرطاج: لقاء عالمي في حضرة الموسيقى    مباراة ودية: تغيير موعد مواجهة النجم الساحلي والنادي البنزرتي    البطولة العربية لكرة السلة: المنتخب الجزائري يتوج باللقب    بطاطا ولا طماطم؟ الحقيقة إلّي حيّرت العلماء    عاجل : القضاء الأميركي يوقف ترحيل آلاف المهاجرين: تفاصيل    الحوثي يستهدف مطار بن غوريون بصاروخ باليستي    عرض كمان حول العالم للعازف وليد الغربي.. رحلة موسيقية تتجاوز الحدود    القصرين: منع مؤقت لاستعمال مياه عين أحمد وأم الثعالب بسبب تغيّر في الجودة    أعلام من بلادي: الشيخ بشير صفية (توزر): فقيه وأديب وشاعر درس في الجزائر وتونس    تاريخ الخيانات السياسية (33) هدم قبر الحسين وحرثه    وزارة التجارة تعلن عن تحديد أسعار قصوى للبطاطا وهوامش ربح للأسماك بداية من 4 أوت    هل يمكن لمن قام بالحج أن يؤدي عمرة في نفس السنة؟    شنوّة جايك اليوم؟ أبراجك تكشف أسرار 1 أوت!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



انقلاب الأدوار بين «النهضة» و«نداء تونس» : من الجلاد... ومن الضحية ؟
نشر في الشروق يوم 29 - 12 - 2012

أظهرت نتائج سبر الآراء ان حزب حركة نداء تونس مازال يزحف نحو طليعة الترتيب ويأتي ذلك بالرغم من ان الحزب ليست له انشطة اكثر من البقية باستثناء انه منذ نشأته يظهر دائما انه ضحية حركة النهضة الحاكمة فهل هو بالفعل ضحية ام انها لعبة سياسية؟
تحصلت حركة نداء تونس في آخر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة «سيغما كونساي» على 36 بالمائة من اصوات المستجوبين بفارق ثمانية نقاط عن متصدر الترتيب حركة النهضة في حين تحصلت قبل شهر على 29 بالمائة وهنا يظهر الزحف الذي يحققه النداء لكن ما هي العوامل التي ساهمت في هذا التقدم ان كانت انشطة الحزب عادية ولا تفوق في العدد والحجم انشطة باقي الاطراف مثل الجبهة الشعبية؟

وفي هذا الصدد طرحت في الساحة السياسية خاصة بعد الاعتداء على اجتماع نداء تونس في جزيرة جربة عديد الأسئلة من بينها هل ان الاتهامات التي وجهت لحزب الباجي بسعيه الى استفزاز بعض الاطراف ليتعرض الى الاعتداء ثم يستثمره، هل هي حقيقية؟ وهل ستلعب النهضة الدور الذي لعبته الاطراف التقدمية في الانتخابات الماضية والتي جعلت من انتقاد النهضة برنامجها الانتخابي ما ادى الى نتائج عكسية وأكسب الأخيرة مزيدا من الشعبية لكن الآن مع تغيير في الأدوار ليحل نداء تونس محل النهضة؟.

العديد من المحللين يرون ان حركة النهضة صعدت الى السلطة بعد ان كانت طيلة اكثر من عقدين ضحية الإقصاء والتهميش والملاحقة ، فهل يرغب نداء تونس اليوم ان يستعيد نفس الاسطوانة لكي يكون لاحقا مؤهلا للسلطة وحكم البلاد وما دور خصومه وخاصة حركة النهضة في تعزيز تلك المشاعر بالمحاصرة والاعتداء والتهجم التي يتعرض لها حزب الباجي قائد السبسي ؟ الم يقل قادة نداء تونس مثلا ان قانون تحصين الثورة يستهدف شخصيا زعيمهم السبسي وان ذلك القانون انما وضع لعزله عن الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة وعن مواصلة الفعل السياسي ؟

هي أسئلة قد تزعج البعض عند طرحها وقد أزعجت فعلا لكن لمعرفة الاجابات التي تحتملها توجهنا الى كل من نداء تونس وحركة النهضة واحد المختصين في علم الاجتماع السياسي وهو الدكتور سالم الابيض.

بوجمعة الرميلي «نداء تونس» : نحن الخصم الأساسي لذلك نتعرض للاعتداءات

هذا لا يستحق ان اجيب عليه كما ان الرأي القائل ان نداء تونس يسعى الى ان يكون عرضة للاعتداءات هذا ر أي سخيف ولا ينطلي على احد اسألوا الناس وقولوا لهم ذلك وسترون كيف يجيبون.

ألا ترون ان الاعتداءات زادت من شعبية حزبكم؟

انا ارى عكس ذلك تماما فصورة نداء تونس ومصداقيته وهو من يطرح التوافق والحوار ويريد تجاوز حالة الاستقطاب والمحافظة على مكاسب تونس هذا ما اعطاه الثقة الشعبية وذلك ما دفع المليشيات الارهابية الى مقاومته وشهرته هي التي ادت الى الاعتداء عليه هم لا يريدون كسب الانصار بالديمقراطية وانما بالعنف والتهريج.
نحن لا نطالب بالعنف لنتقدم بل اتركونا نعمل ثم من له برنامج افضل سينجح، وهذه مسألة شرعية ولكل حقه وموقعه في الرأي العام وفي البلاد ولا يجب ان نغرق البلاد في المآسي.

هم يعتبرون ان الخصم الاساسي للنهضة والمؤتمر نداء تونس فيما تعتبر باقي القوى ثانوية بالنسبة اليهم لذلك هم يستهدفون النداء لأنهم يعتبرونه العائق اما بقائهم في السلطة لكن البقاء في السلطة يتطلب النجاح في الحكم وليس ازالة المنافسين ومن الطبيعي ان تغيرهم الانتخابات ان فشلوا لماذا لا يسوون اوضاعهم مع الاعلام والمثقفين لكن بدل تحسين امورهم يفسدون امور الآخرين.

الدكتور سالم الابيض : نداء تونس ضحية الإرث الثقيل للتجمع المنحل

بالنسبة لنداء تونس نشأ منذ البداية حول فكرتين مركزيتين الفكرة الاولى هي ان يقع استثمار الرمزية التي تحققت للأستاذ الباجي قائد السبسي ابان الفترة التي اشتغل فيها رئيس حكومة بعد سقوط حكومة الغنوشي الثانية والاستجابة ولو جزئيا الى بعض مطالب اعتصام القصبة الثاني هذا ما هو معلن.

الفكرة الثانية تتمثل في الجانب المسكوت عنه وهي استثمار القوة البشرية والمنظومة الشبكية والتجربة السياسية والحزبية والقوة المالية للتجمع ولكن ليس تحت يافطة التجمع مباشرة او تحت أي تسمية دستورية اخرى وانما تحت يافطة نداء تونس بالرغم من ان الحزب لما نشأ ارتكز على بعض النقاط مثل الحفاظ على مدنية الدولة ومكاسب المرأة خاصة وهي من المشتركات بين الكثير من مكونات المجتمع السياسي والمدني، فاذا اخذنا النقطتين المذكورتين نفهم ما يتعرض له نداء تونس من عنف او محاولات منع فالسيد الباجي قائد السبسي لا يمتلك رمزية تسييره للدولة ما بعد سقوط نظام بن علي فقط وانما يلاحقه ارث سياسي ثقيل ابان فترة مشاركته في حكومات بورقيبة او حتى لما شارك مع بن علي في انتخابات مجلس النواب سنة 1989 وفوزه بمقعد في ذلك المجلس باسم التجمع وتوليه منصب رئيس المجلس علما وان اسم السيد الباجي قائد السبسي بقي متداولا حتى في مؤتمر التجمع لسنة 2008 وهو موجود ضمن القائمة الطويلة التي تعد مئات الاسماء الذين شاركوا في ذلك المؤتمر كمؤتمرين او كضيوف او كشخصيات تاريخية.

كذلك يلاحق نداء تونس ارث التجمع نفسه المتأتي من استثماره للمستويات التي تحدثت عنها بما في ذلك الشبكية الكبيرة والتجربة السياسية واصحاب المال والاعمال وهنا يجب على نداء تونس ان يقبل بان مثلما لذلك الارث الطويل لشخصية الباجي او للتجمعيين الذين دخلوه من ايجابيات يستثمرونها لهم سلبيات تنعكس عليهم أوزارها ولكن هم يدركون اكثر من غيرهم ان صراع النهضة معهم هو في التوظيف وفي التوظيف المضاد ضمن مصالح حزبية وسياسية لكلا الطرفين وحتى وان وظفت النهضة لصالحها مثل تلك النقاط وهو بدوره يبحث عن سلبيات النهضة كي يوظفها بما في ذلك وجود تجمعيين في داخل النهضة فان عامة الناس لن يعطوا لنداء تونس او للنهضة صكا على بياض فيما يتعلق بمواقفهم ووجودهم السياسي واستثمار كل ذلك في محطات انتخابية.

ومن الاعتراف بموضوعية الوقائع كذلك القول ان تحفظ الكثير من الناس على تجربة نداء تونس للأسباب المذكورة ليس من موقع الانحياز او تأييد موقف حركة النهضة تجاه النداء وانما من موقع مبدئي او من موقع الحس التاريخي تجاه التجربة الدستورية ككل باعتبارها افرزت الفساد والاستبداد والتدخل في حياة الناس والتأثير عليها بما لا يقبل اعادة انتاجها.

اعتقد ان نداء تونس كحزب سياسي ليبرالي جديد ظهر بعد الثورة عندما يخلص نفسه من الار ث الدستوري ومن شوائبه فانه لا يعود بإمكان حركة النهضة او غيرها ان تشوش على اجتماعاته او تمنعه من القيام بأنشطته تحت اي مسمى سواء رابطات حماية الثورة او غيرها وهذه المسالة ربما هناك من القيادات السياسية في حزب نداء تونس من هو على دراية بها ولكن هناك اعتقاد سائد لدى بعض القيادات الاخرى بان التوازن مع النهضة لا يحدثه الا التجمعيون وهذا هو مربط الفرس في الصراع حتى وان كانت النهضة تستثمره لأغراض حزبية وانتخابية وسلطوية فقط وليس لأغراض تتعلق بنظافة الحياة السياسية التونسية من كل العوامل التي ادت الى سرقة الدولة وصهرها في الحزب وجعلها مجرد اداة له وما صاحبه من فساد سياسي واقتصادي ومالي واعلامي طيلة الخمسين سنة المنقضية، نداء تونس يستهدف ليس لأنه نداء تونس وانما يستهدف لأنه اثقل نفسه بذلك الارث الثقيل اصلا.

العجمي الوريمي «قيادي في حركة النهضة» : استراتيجية نداء تونس قائمة على الاستقطاب وتقمص دور الضحية

كيف تنظر حركة النهضة الى نشأة حزب نداء تونس؟ وما قراءة الحركة لم يذهب اليه بعض المحللين بان هذا الحزب كان صنيعة ما تعرض له من هجمات واعتداءات؟ وهل فعلا ان نداء تونس هو حاليا في موقع الضحية المستهدف؟

عن هذه الأسئلة يجيبنا الاستاذ العجمي الوريمي القيادي في حركة النهضة :

نداء تونس رغم انه آخر الاحزاب التي حازت على الاعتراف القانوني الا انه قدم نفسه على انه المتحدي للائتلاف الحاكم وللنهضة وهناك استراتيجية قائمة على الاستقطاب وتغذية هذا الاستقطاب بالرغم من انه ليس حزبا ايديولوجيا بالمعنى الكلاسيكي للكملة الا انه سيحاول تجميع كل المناهضين لمشروع النهضة كما يحاول تقديم مشروع الائتلاف الحاكم والنهضة من ضمنه على انه مشروع دكتاتورية جديدة اخطر من سابقاتها.

وبالتالي كل مناخ فيه توتر يكون هو طرف فيه يعتقد مناضلو الحزب وقادته ان ذلك يمكن ان يرسخ وجودهم في الواقع خاصة عندما يظهرون بمظهر الضحية او المستهدف باعتباره يمثل منافسا فعليا وحقيقيا هو ليس حزب توافق ولا هو حزب تجميع انما هو حزب يريد ان يرسخ فكرة ان التونسيين منقسمين وان قسم منهم يمثل الخير المطلق والآخر يمثل الشر المطلق وحتى عملية التجميع التي يقوم بها وترميم المنظومة القديمة هو تجميع قائم على منطق التقسيم.

نداء تونس ليس طرفا يبحث عن القواسم المشتركة مع الاطراف القائمة في الحكم بقدر ما انه يشكك في طبيعة برنامجها واهدافها وفي قدرتها على انجاح المسار وقدرتها على انقاذ البلاد ولو أتيحت له الفرصة لإرجاع عقارب الساعة الى الوراء لإرجعها الى ما قبل الانتخابات الفارطة.

هذا هو منطق الحزب الذي كان في الاصل فكرة حركة ثم تحولت الى حزب وهي حركة في البداية لضم المجموعات التي خسرت انتخابات 23 اكتوبر وحققت نتائج هزيلة وليس له استعداد لتقبل نتائج الانتخابات وفي نفس الوقت له قناعة ان الاطراف المنهزمة لا يمكن ان تتواصل بصيغها القديمة مثل القطب الحداثي مثلا محسن مرزوق يقول ان البلاد بلا أب او بوجمعة الرميلي يقول ان القطب الحداثي عاجز على التقدم هم شاعرون بان المعارضة في ازمة وانه من الضروري البحث عن البديل لكنهم رأوا انه لا يكون بالعمل مع الحكومة او في اطار الشرعية وانما بالاستقطاب وايجاد قوة اخرى تعارض مشروع الاسلاميين وحلفائهم علما وان هؤلاء الذين يحذرون من دكتاتورية جديدة فكرهم لا يمكن الا ان ينتج دكتاتورية وهم يتجاهلون بان الدولة الابوية paternalisme هي دولة دكتاتورية ولا تقوم على القانون.

هذه النظرة تعتبر ان التونسيين قاصرون وليسوا جديرين بأن يتمتعوا بحقوقهم كمواطنين ويعتبرون انهم لم يختاروا الافضل وهذه هي الدكتاتورية ويمكن العودة الى آراء الفلاسفة السياسيين سيجدون ان فكرة الدولة الابوية تجسد الاستبداد.
سمعت مثلا الطيب البكوش يقول ان البلاد مقبلة على الدكتاتورية وهاته الفكرة هي التي ستعيد الاستبداد.

ألا ترون ان النقد المتواصل والاعتداءات تزيد من شعبية نداء تونس وهذا ما لاحظناه في نتائج سبر الآراء؟

اولا نداء تونس حزب تحت التأسيس مهما قيل عنه وهو في رصيده اجتماعات تعد على الاصابع وتشقه تناقضات مثل احزاب المعارضة ككل وقام باجتماعات الغرض منها التنديد بوجود الحزب في حالة انهيار ومثلا اجتماع اريانة خصص لكي يحذر الطيب البكوش من ان الحزب في حالة انهيار وانه لابد من اثبات وجوده وبالتالي هو في الميدان ليس سوى واجهة سياسية ولذلك فان احداث ضجة كبيرة الغاية منه محاولة اظهار وكأنه هناك استقطاب ثنائي، هناك تعددية صحيح لكن لم نصل مرحلة التوازن الفعلي بوجود احزاب كبيرة لها برامج تقنع التونسيين وتجعل المجال مفتوحا للتداول على السلطة واذكر هنا تعليقا لاحد رموز الجبهة الشعبية عبد الجبار المدوري على صفحته قال «اذا رأى احدكم واحدا من نداء تونس يعلمني» وكان هذا التعليق اثناء احداث سليانة وجاء ليقول انه حزب بلا امتداد شعبي .

لو عدت الى وقت تشكيل نداء تونس الى الآن ليس هناك بيانات رسمية للنهضة حول هذا الحزب ولا نذكره في اجتماعاتنا بتاتا والاحتجاجات عليه نابعة من القاعدة الشعبية وليست اهدافا من اي حزب آخر في البلاد ونحن قلنا انه حزب قانوني له ما له وعليه ما عليه واذكر بان الاجتماع التأسيسي تم تحت حماية الحكومة والمحتجين ضد نداء تونس تم قمعهم بشدة من طرف قوات الامن.

انا اعتبر ان كل ما يقولونه مردود عليهم وانه بالفعل هناك كثيرون من نداء تونس كأشخاص هم اصدقائي لكن مشروعهم ليس ديمقراطيا ولا يقوم على احترام ارادة الشعب او الثقة في الناخب او المواطن بقدر ما هو يمارس وصاية على الشعب ولم يضع نفسه في سياق ايجابي في العملية السياسية وانما في سياق الدعوة الى نسف ما جاءت به الانتخابات.

رئيس جمعية «رسالة القصبة» في ندوة صحفية : هذه حقيقة علاقة النهضة والمؤتمر برابطات حماية الثورة

هادية الشاهد المسيهلي
تحت عنوان «لا لتزييف التاريخ» بثت جمعية «رسالة القصبة» أشرطة فيديو تؤكد علاقة النهضة والمؤتمر من أجل الجمهورية بأطراف من «رابطات الثورة» متورّطين في أحداث عنف أمام السفارة الأمريكية أحدهما تكفّل بذبح أضحية الشيخ راشد الغنوشي والثاني صوّر في اجتماع بمكتب محمد عبّو وقد تم الكشف عن هذه الحقائق خلال ندوة صحفية انعقدت أمس بأحد نزل العاصمة.

وذكر رئيس جمعية «رسالة القصبة» رفيق نور بن كيلاني أن جمعيته لا تطالب بحلّ رابطات حماية الثورة بل تدعو الى محاسبتها على الوقوف وراء أحداث العنف المتتالية التي حصلت في تونس من أحداث 9 أفريل الى السفارة الأمريكية الى الاعتداء على مقرّ اتحاد الشغل الى أحداث جربة والتي تسبّبت في مقتل عدد من الشباب وسجن آخرين.

كما تعرّض الى ضرورة فتح الملف المالي وتمويلات هذه الرابطات التي تنفق في كل تظاهرة تقوم بها ما لا يقل عن 4 آلاف دينار في اللافتات التي ترفعها.. وأكد أن الرابطات تصلها تمويلات من التونسيين بالخارج لاعتقادهم أنها تمثل شرعية ثورية ضمن لجان حماية الأحياء خلال فترة الثورة.

ولم يغفل المتحدث عرض «فيديوهات» لاعتصامات القصبة 2 3 التي لم يشارك فيها أعضاء رابطات الثورة على حدّ قوله بل شارك فيها الشباب الذين كوّنوا جمعية «رسالة القصبة» ولم يخف أن أحد أعضاء الرابطة تقدّم سنة 2010 الى انتخابات 2010 ضمن قائمة التجمّع في الوردية ولم يحالفه الحظ للنجاح مضيفا أن هذه الندوة تهدف الى الكشف عمّن يقف وراء رابطات حماية الثورة والتحويلات المشبوهة التي تصلها والأحزاب التي تقف وراءها وذلك لتنبيه التونسيين الى ضرورة التصدّي للعنف والتصدّي لهذه الرابطات حتى لا تتحوّل البلاد الى حمّام دم خلال فترة الانتخابات القادمة.

سألت «الشروق» رئيس الجمعية عن سبب عدم تقديم الوثائق التي لديه الى القضاء لتتبع المتورطين في أحداث العنف الاخيرة فأجاب بأن التسجيلات والفيديوهات التي تم عرضها في الندوة متوفرة على موقع الرابطات وتدينها واستغرب من عدم إثارة النيابة العمومية بالتحقيق في هذه المسألة خاصة أن المعطيات متوفرة بسهولة. ولاحظ ان هذه الندوة موجهة الى الرأي العام للشهادة التاريخية عن تكوّن الرابطات ودورها في حوادث العنف الأخيرة والمتكررة منها 4 ديسمبر التهجم على المجلس التأسيسي وإحداث الفوضى داخله والاعتداء على شخصيات وطنية والاعتداء على ابراهيم القصاص في أكتوبر الماضي وأحداث السفارة الأمريكية واعتصام التلفزة والاعتداء على جمعية المعطلين عن العمل.

الاعتداءات التي تعرض لها نداء تونس

28 اوت الاعتداء على مقر الحزب بصفاقس اثناء اجتماع للجنة المرأة
الاسبوع الاول من سبتمبر الاعتداء على مقر الحركة في قصر هلال
30 سبتمبر الاعتداء على النائب ابراهيم القصاص في قليبية
16 أكتوبر الاعتداء على اثنين من أعضاء الحزب في سيدي بوسعيد
18 اكتوبر قتل لطفي نقض في تطاوين
4 ديسمبر الاعتداء على مقر الحركة بباردو
8 ديسمبر الاعتداء على مقر تنسيقية الحركة في منزل بوزلفة
11 ديسمبر الاعتداء على عضو المكتب الجهوي بسوسة
22 ديسمبر الاعتداء على اجتماع للحزب في جربة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.