فاجأ الشعب التونسي الجميع بثورته.. مفاجأة تكسر علي أسوارها الجميع ، من أفراد مؤسسات و أحزاب وجمعيات لان الشعب قال كلمته.. ومنذ الثورة إلي يومنا هذا ظل الساسة يتهافتون ويلهثون علهم يروضون الشعب.. وباتت قواعد الأحزاب اشد نفورا من قادتها ..لأنهم لم يفقهوا إرادة الحياة التي هتف بها الشعب ..انها الثقافة حين تكون في ورطة . معظم ما يجري منذ سقوط المخلوع يُظهر أن أزمتنا ثقافية بالدرجة الأولى، وليست أزمة طغاة وجلادين ولصوص وفاسدين فحسب، وهناك الكثير من الأحداث والسلوكيات المتخلفة التي جعلتنا نشعر بأن الثورة أكبر من ثقافة ورؤي السياسيين وقدرتهم على استيعابها والسير بها في مسارها الصحيح. إن النظام السابق لم يقم على أفراد بقدر ما قام على ثقافة معينة ما زالت منتشرة وسائدة. وتلك الثقافة هي التي صنعت نظام الفساد والاستبداد ، وبدوره راح يرد لها الجميل ويكثف جهوده لدعمها كي تصبح أكثر قوة، ونفوذا، وسيطرة على الناس. سقوط المخلوع ليس سوى خطوة أولى نحو سقوط الثقافة التي رفعته إلى الأعالي، واستمرار تلك الثقافة يعني أن المقعد الذي ظل شاغرا يبحث عمن يرصعه وينمقه بثقافة الثورة ، حتي باتت ثقافة النظام السابق تطفو على السطح أملا في إعادة انتاج نفسها من جديد ويكفي أن تطل علي الساحة الثقافية اليوم بيمينها و يسارها ووسطها .. لتكتشف شدة التصحر لدي النخبة ، فلا أحزاب اليمين استطاعت صياغة مشروع لها يتوافق وروح الثورة و لا احزاب الوسط نجحت في ترجمة وسطيتها على ارض الواقع ولا أحزاب اليسار وعت بحجم بحجم المصيبة التي الحقتها بالثورة بعد مرور أكثر من عامين.. لم نشهد مهرجانات تشيد وتحتفي بالثورة.. لا موسيقي تنشد ولا سينما تؤرخ و تقدم لنماذج الشهداء و لا أشعار تبث روح الأمل و تقدس ما أقدم عليه هذا الشعب حتي يصبح المزار والقبلة والنبراس لكل المظلومين و المحرومين في العالم ، الثورة يشعلها البؤس والحرمان وتخصيها البورجوازية السياسية. وقف الجميع عند عتبة ” الشعب يريد إسقاط النظام ” ثم ماذا بعد؟ الإجابة تكمن حتما في محنة الثورة الثقافية وعدم الوعي بأهميتها ودورها الخطير في نجاح أو فشل ثورة الشعب ؟ الأحزاب حاكمة و محكومة تسير في وضع مأساوي لتكتشف حجم وهول الكارثة التي ورثتها عن نظام المخلوع فالحديث عن الثقافة عندهم هو مجرد شعارات مرفوعة يضعونها علي الورق وجلهم يتصورون عن جهل بان نظام المخلوع حكم بوزارات السيادة .وهنا نتساءل هل أن تفشي الجريمة في تونس سببه غياب الأمن أم في غياب ثقافة جديدة تلبي حاجيات الشعب الثائر و الشعب مازال يصرخ أريد مد جذور الثورة في الأرض.. أريد هدم النظام الفاشل.. أريد التوحد مع السلطة أنا الشعب : أنا مشروع كبير، يحتاج إلى تجهيزات كثيرة، وفي مقدمتها تشكيل مجلس محترم من المثقفين، يحظى بدعم واسع، ويتولي ملف الثورة الثقافية، بداية من رصد جميع المظاهر الثقافية التي لا بد من هدمها، والمظاهر الثقافية التي لا بد من دعمها، وصولا لوضع الآليات الفعالة لتحقيق الثورة الثقافية. في إطار تتكاتف فيه جميع مؤسسات الدولة، . أنا الشعب ابحث عن من يجتمع حول ” المشترك التونسي “و يشاركني هموم الثقافة المهزومة في بلدي اتطلع الى جميع مؤسسات المجتمع المدني كي تطرح تصوراتها عن الثورة الثقافية، وتبحث عن المطلوب و وتبتكر له سبل التنفيذ. الشعب يقول :أنا الشعب و لا “رئيس لي إلا راسي “.. انتظروني فسأفاجئكم من جديد ..علكم تثوبون إلي رشدكم … مجول بن علي *مدون *