الشاهد دولي- (يو بي اي) يلقي إطلاق الأجهزة الأمنية لحكومة حماس في غزة، حملة خاصة لملاحقة المتعاونين أمنياً مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، الضوء على جانب من الصراع الاستخباري بين الجانبين الذي لا يقل ضراوة عن الصراع العسكري بينهما. وظهرت ظاهرة المتعاونين مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، على هامش الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، المستمر منذ عدة عقود، حيث يقدم هؤلاء معلومات أمنية عن النشاط الذي يقوم به رجال الفصائل الفلسطينية. وكانت وزارة الداخلية بغزة، أعلنت إطلاق حملة مكثفة لمكافحة التخابر، وقال الناطق باسم الوزارة إسلام شهوان إن الحملة “تأتي بالدرجة الأولى استكمالا وتتويجا لانتصار المقاومة في حرب حجارة السجيل، ومن أجل تحصين المجتمع الفلسطيني وتثقيفه بأساليب ووسائل الإسقاط التي يمارسها الاحتلال “. وقال الكاتب والمحلل السياسي، مصطفى الصواف ليونايتد برس انترناشونال إن” الحالة الفلسطينية الإسرائيلية تحيا صراع أدمغة يجب أن يستمر ، وأن تتضاعف الحملات وتبقى مستمرة بشكل متتابع “. وتابع الصواف أن الحملة التي اطلقتها وزارة الداخلية بغزة قبل عدة أيام، تأتي “استكمالا للحملتين السابقتين وحققتا نجاحا لكنه ليس بالمستوى المطلوب وهو ما كان يتوقعه الجميع” . ورأى ” هذه الحملات تقطع الطريق أمام العدو الإسرائيلي الذي يسعى لكشف أسرار المقاومة , وهي واجب يقع على عاتق وزارة الداخلية”. وخلال جولة المواجهة الأخيرة بين حماس وإسرائيل في نوفمبر الماضي، قتل الذراع المسلح للحركة، 6 فلسطينيين قال إنهم متورطون بتزويد المخابرات الإسرائيلية بمعلومات أدت لمقتل عدد من الفلسطينيين، فيما جرى قتل حوالي 20 شخصاً خلال حرب عام 2008-2009. ورأى أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة ناجي شراب، أن ظاهرة العملاء “محدودة جدا لكنها بحاجه لمكافحتها باستمرار، لا سيما في ظل بقاء أسباب نشوئها من حالة الفقر والبطالة والاحتلال والعوامل الإنسانية الخاصة كضعف الإيمان” . و قال شراب ليونايتد برس انترناشونال إن ” أي حملة على هذا الشكل لا يمكن قياس نجاحها من عدمه في ظل المجتمع الفلسطيني المحافظ ، فقد يتوب الكثير من العملاء بشكل شخصي ولا يعرف أحد بتوبتهم، ولكن في المحصلة فإن الحملة ناجحة حتى لو أقلع شخص واحد”. ونوه إلى ضرورة مشاركة جميع المؤسسات المدنية والحكومية والأسر والأفراد في هذه الحملة التي لا يوقفها قرار أو تصريح بل هي مسؤولية الجميع . وكان المسؤول في جهاز الأمن الداخلي بغزة العقيد محمد لافي أكد في وقت سابق أن “لدى الأجهزة الأمنية كشفا بأسماء جاهزة للاعتقال ولديها معتقلون ستشهد المحاكم تنفيذ الأحكام بحقهم في الفترة القريبة القادمة”. من جانبه قال الخبير في الشأن الإسرائيلي محمد مصلح” إن إسرائيل تعتمد في معاركها جميعا على عنصر العملاء ،وقد بدأت أجهزتها الاستخبارية تشعر بالنقص الواضح في هذا العنصر، لا سيما بعد بروز نتائج الحرب الأخيرة على غزة وسوء تقدير الأهداف”. وأوضح مصلح ليونايتد برس انترناشونال أن إسرائيل بدأت بترميم خلايا العملاء في غزة ، وهو ما واجهته وزارة الداخلية بالحملة الأخيرة “لعدم إعطاء فرصة لهذا الترميم”. وكانت وزارة الداخلية والأمن الوطني قد أعلنت الثلاثاء عن فتح الباب أمام العملاء المرتبطين بإسرائيل للتوبة وتسليم أنفسهم قبل 11 أبريل المقبل، ضمن برامج الحملة الوطنية لمواجهة التخابر مع الاحتلال.