أثار العدد المرتفع الذي تم تسجيله للإصابة بنزلات البرد في تونس، قلق الشارع التونسي خاصة في ظل الحديث عن انتشار فيروس H1N1 والمعروف بأنفلونزا الخنازير، وتشير تصريحات المسؤولين الى أن الوضع الصحي بات جد حرج في بعض المناطق بالجهات الداخلية والأرياف التي تشهد بين الفينة والأخرى تفشي امراض و أوبئة. هذا وتم تسجيل ارتفاع في عدد المصابين بالانفلونزا ، وبلغ عدد الوفيات 15 حالة، مع ظهور هذه الأنفلونزا بولايات جديدة، على غرار سوسة ونابل، حسب ما أعلنه وزير الصحة عماد الحمامي في تصريح لموزاييك. بعد أن سجلت العاصمة ومنوبة وبن عروس وأريانة شمالي البلاد، أكبر نصيب من الإصابات والوفيات، فيما ظهرت إصابات قليلة في بنزرت شمال البلاد، وسليانة ، وسجلت أول وفاة في ولاية باجة لرضيع. وقد أكد الحمامي أن الوزارة بصدد متابعة الوضع، من خلال لجنة أزمة تم تشكيلها، مشددا على أن نسبة الإصابة بهذا الفيروس لم تتجاوز بعد 10 بالمائة. ووجهت خلية الأزمة نداء إلى المواطنين من أجل اتباع قواعد الحفاظ على الصحة والوقاية من العدوى لا سيما لدى الأطفال والمسنين والمصابين بأمراض مزمنة. وفي وقت سابق، أكد وزير الصحة عماد الحمامي أن "الوضع الوبائي في البلاد تحت السيطرة ولا شيء يدعو إلى الذعر، لكن من الواجب التنبيه على المستوى الوطني والمحلي لأخذ الأمور بكل جدية ولإحكام الاستعداد لمواجهة كل طارئ محتمل". وذكرت مصادر رسمية الاسبوع الماضي أن 11 شخصا في تونس لقوا حتفهم نتيجة إصابتهم بهذا الفيروس ، وقالت وسائل الإعلام إن الوضع دفع السلطات إلى إطلاق تحذيرات خشية تحول الفيروس إلى وباء. وفي خضم هذا الشأن، أكد مدير مرصد النزلة الوافدة بوزارة الصحة، أمين سليم، إنه "من المتوقع أن يتحول الفيروس إلى وباء، إذا ما تواصلت العدوى، ومن المرجح استمراره لفترة تبلغ الأربعة أسابيع، على أن يعقبه انتشار نوعين آخرين من ذات الفيروس". وذكر سليم، أن آخر المعطيات سجلت 25 ألفاً لديهم أعراض الإصابة بالفيروس، وأجريت 250 تحليلاً أثبتت أن 90 في المائة من أصحابها يحملون الفيروس الذي يتفشى في المناخ البارد والممطر الذي تعيشه تونس حالياً. وبحسب معطيات قسم التحاليل البيولوجية بمستشفى شارل نيكول بالعاصمة التونسية، فإن تحاليل أجريت الأسبوع الماضي على 500 شخص أثبتت إصابة أكثر من 200 ب"النزلة الوافدة" والمعروفة بفيروس H1N1 أو أنفلونزا الخنازير. نفس المصادر أكدت أن 50 بالمئة من نتائج التحاليل التي أجريت على حوالي 500 شخص كانت إيجابية. وتم تسجيل آخر الإصابات بالفيروس في محافظتي قفصة والقصرين، وتعهد المستشفى المحلي بالحالات التي يشتبه في إصابتها بنزلات البرد الحادة في انتظار نتيجة تحاليل العينات الطبية. من جهته، شدد وزير الصحة، عماد الحمامي، في تصريح حديث، على أن الوضع تحت السيطرة، وإنّ وزارته أعدت خطّة وطنية لمجابهة الفيروس، خصوصاً مع موجة البرد التي اجتاحت البلاد أخيراً، وإنها وفرت الأدوية واللقاحات الضرورية. كما أكدت الوزارة أنّ مصالحها بصدد متابعة تطوّر الوضع الوبائي منذ بداية الموسم ، مشيرة الى أنّ المؤشرات الحالية لا تدعو لاتخاذ تدابير استثنائية خارجة عن الاجراءات الوقائية العادية، مع العلم وانّ هذا الفيروس متواجد في بلادنا ضمن الفيروسات الأخرى ومتواجد كذلك في تركيبة اللقاح ضدّ الانفلونزا الموسميّة. وكانت وكالة تونس افريقيا للانباء قد ذكرت أن وزارة الصحة حرصت على توفير 300 ألف لقاح ضد فيروس "أنفلونزا الخنازير" لفائدة الراغبين في التلقيح، مشيرة إلى أن الوزارة مستعدة لتوفير الكميات اللازمة من هذا التلقيح في حال نفاده. يذكر أن تونس سبق لها أن سجلت الإصابة بالفيروس في 2009 و2016، غير أنه لم يكن بهذا الانتشار وتم تطويقه سريعاً، ونظراً لدقة الوضع، أحدثت وزارة الصحة لجنة متابعة وطنية تجتمع مرتين في الأسبوع من أجل تدارس هذه المعطيات، بالنظر إلى إمكانية تحول الإصابات إلى وباء بداية الأسبوع الجاري.