بعد التصعيد في الموقف الذي اتخذته تونس تجاه طيران الإمارات، والتصريحات والتصريحات المضادة بين مسؤولين في تونس وآخرين في الإمارات ، فضلا عن الغضبة الشعبية العارمة والتي وصلت حد المطالبة بقطع العلاقات بين تونس ودولة الإمارات ،سيما وقد رافق هذه الحملة تذكير بالمؤامرات التي تحوكها الإمارات من أجل إفشال المسار الديمقراطي في تونس ، هناك توقعات بمزيد تعقد العلاقة أكثر بين تونسوالإمارات.. القرار الإماراتي تسبب في حالة من الفوضى والسخط داخل المطار، تبعها غضب وانزعاج على مواقع التواصل الاجتماعي ومطالبات من المنظمات المدنية والأحزاب السياسية التونسية للحكومة باتخاذ إجراء إزاء ذلك القرار "التعسفي وغير المبرر"، والذي لم يقرن بأي أسباب. و لم تتوقّف الأزمة حدّ ذلك، بل و طالت المجال الرياضي أيضا، حيث أكد الأتحاد التونسي لكرة اليد إن منتخب الإمارات لكرة اليد قد ألغى مباريات كرة اليد فى تونس بعد أن عين الاتحاد التونسي نساء كحكام لمباراة فيما يبدو أنها خطوة للتضامن مع النساء بعد خلاف مع شركة طيران الإمارات. وأكدت وكالة تونس افريقيا للانباء أن المنتخب الإماراتي لكرة اليد قطع معسكره التدريبي فى تونس وعاد إلى بلاده بقرار من السلطات الإماراتية. وصرح رئيس الاتحاد التونسي لكرة اليد امير سعدي بأنه تم تعيين حكام نساء فى مباراة ودية بين الفريقين الوطنيين كانت مقررة يوم الجمعة الماضي . وأضاف سعدي أن الفريق الإماراتي أعلن إلغاء تلك المباراة ومباراة أخرى كا ن مقررة السبت لأسباب تقنية ومنها غياب عشرة لاعبين وإصابة أربعة آخرين. ولم يذكر الجانب الآخر الإماراتي أسباب قطع زيارة منتخبه لكرة اليد إلى تونس غير أنه يأتي عقب قرار السلطات التونسية تعليق رحلات شركة الطيران الإماراتية من تونس وإليها على خلفية منع الإماراتالتونسيات من السفر عبر خطوطها الجوية. وفي خضمّ هذا الشأن، اعتبر محللون سياسيون ان الأزمة المستمرة منذ أكثر من اسبوع دخلت فصلاً آخر، مؤكدين أن تونس ترفض الإملاءات الاماراتية، وأنها لن ترضى بغير الاعتذار الرسمي. وأكد الخبير في الدراسات الاستراتيجية صلاح الداودي أن "تداعيات ستظل متواصلة على مستويات ثقافية ، ورياضية ودبلوماسية حتى تزول هذه الأزمة بالكامل". وتابع الداودي القول ان "الموقف التونسي يجب أن يكون واضحا جدا في هذا الصدد وأنه لا يمكن بأي شكل من الأشكال ليّ ذراع تونس خاصة فيما يخص الملفات الاقليمية الكبرى". و من جانبه ، لفت الناشط السياسي وعضو هيئة الحقيقة والكرامة السابق زهير مخلوف ، إلى أن "تونس باعتبارها قد خرجت من حلف ‘الداعم الإماراتي السعودي' ، أرادت الإمارات أن تنتقم بكلّ ما أوتيت من قوة من هذا التباعد والتحرّر لتونس من هذا اللوبي المالي القوي". كما أن نشطاء حقوقيون اعتبروا الأزمة الحاصلة مناورةً سياسيةُ بامتياز ، مؤكدين أنها لا تعدوا أن تكون محاولات إماراتية للتأثير على تونس ، شأنها شأن دول أخرى قصد جرّها بذات الصفّ في علاقة بالقضايا العربية والاقليمية . هذا وتطالب جهات سياسية تونسية باعتذار إماراتي رسمي علنيّ مؤكدة أن الموقف التونسي القاضي بمنع الطيران الإماراتي من الهبوط بأراضيها كإجراء مماثل لا يرتق إلى حجم الأزمة وانتظارات الشعب التونسي جدير بالذكر ان الحكومة التونسية، قبل اتخاذ اي موقف من الطيران الاماراتية ، كانت قد طلبت "توضيحات" من السفير الإماراتي لدى تونس، حول منع التونسيات من السفر إلى بلاده، مشيرة إلى أن الأخير شدد على أن القرار "كان ظرفيًا ويتعلق بترتيبات أمنية، وأنه تم رفعه وتمكين كل المسافرات من المغادرة". و يبدو ان الازمة ستتواصل بعد ، سيما وقد اكد رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي ان قرار تعليق رحلات شركة الخطوط الإمارتية إلى تونس سيظلّ قائما إلى حين مراجعة إجراءات سفر التونسيّات طبقا للقوانين والمعاهدات الدوليّة الجاري بها العمل. و وسط جدل لا نهاية له، ومع تكثف التصريحات والتصريحات المضادة يتجه الوضع نحو مزيد التأزم. وبعد هذه الاحداث المتسارعة التي شهدها الطرفان، هناك توقعات بأن تكون هذه الحادثة نقطة بداية لازمة دبلوماسية مرتقبة. جدير بالذكر ان العلاقات بين تونس وأبو ظبي، تسودها حالة من التدهور منذ ثورة الياسمين في 2011، التي أطاحت بحكم الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، وما انفكت الامارات تسعى الى افشال مسار الانتقال الديمقراطي في تونس والتحريض على الانقلاب على الحكم كما حدث في مصر إلا انها فشلت في ذلك، وهاهي تعود من جديد بأساليب ملتوية الى افتعال المشاكل مع "نبض الثورة" لإثارة البلبلة و تعطيلها اقتصاديا بعدما فشلت في ذلك على الصعيد السياسي.