يثير حزب افاق تونس خلال الفترات الأخيرة جدلا كبيرا على الساحة السياسية، بدءا بتصدعاته الداخلية التي طالت الحزب والكتلة على حد سواء، وصولا إلى التهجمات التي يشنها ضد الإئتلاف الحكومي رغم أنه طرف من مكوناته وكأننا به يريد أن ينقل تصدعاته الداخلية إلى نطاق أشمل.. و يعاني حزب افاق تونس كغيره من الأحزاب التي ولدت حديثا من عديد الاختلافات الداخلية حول جملة من المسائل السياسية، وإن خير المنتسبون للحزب اخفاء هذه الانقسامات ، فان الاحداث الاخيرة تشير إلى أنّ الحزب لم يعد قادرا على السيطرة على الوضع لتخرج مشاكله بشكل "مفضوح" الى العلن . و عبّر حزب آفاق تونس عن أسفه لما صدر عن كل من النائبة بمجلس نواب الشعب هاجر بن الشيخ أحمد وكاتبة الدولة السابقة فاتن القلال من "عبارات جارحة وتعاليق على شبكة التواصل الاجتماعي "فايسبوك" حول "الأطباء الذين إختاروا مواصلة تكوينهم أو عملهم خارج أرض الوطن". واكد بيان يوم السبت 13 جانفي عن الحزب ونشره على صفحته الرسمية بموقع فايسبوك أن "ما جاء في وجهة نظرهما كان تعبيرا عن مواقفهما الشخصية ولا يمثل ومواقف ورؤية آفاق تونس المعروفة بتثمين الكفاءات العلمية سواء داخل الوطن أو خارجه" وذكر البيان بان بن شيخ والقلال كانتا قد علقتا عضويتيهما بالحزب. و في ردها على الهجمة الشرسة التي تعرضت اليها بعد تعليق كتبته على هامش مقال حول طبيبة تونسية قررت بعد استكمال دراسة الطب في تونس مغادرة الوطن بسبب الفقر، أكدت النائبة هاجر بالشيخ أحمد ان ما كتبته كان بدافع الغيرة على تونس وعلى مصلحة الوطن. وأوضحت في تصريح إذاعيّ أن ما كتبته في حقيقة الأمر مقتبس من مثل شعبي معروف حول "فرار الجرذان عند غرق السفينة" ولم تستهدف من خلال تعليقها الناقد قطاعا بعينه أو الإساءة إليه، بل تصادف ان يكون الأطباء عيّنة لمثل هذه السلوكيات في المقال المعني. واكدت هاجر بالشيخ أنها تحترم كل تونسي قرر البقاء في وطنه لخدمته ولم يتركه من باب الانتهازية بعد الاستفادة من نفقات الدولة بدءا بالدراسة لسنوات طويلة قبل الهجرة في أقرب فرصة دون ادنى موجب في حين ان فرص العمل في قطاعات بعينها متوفرة في تونس وتحتاج الدولة بشكل أكيد لكفاءات معينة الا انها لا يمكنها توفير رواتب مغرية مثل تلك التي توفرها دول أخرى، وهي رواتب من أجلها يتم التخلي عن البلاد. واستدركت بالقول : "في واقع الأمر كل حرّ في اتخاذ قرارته.. وتبقى أسهل الحلول هي الفرار"، بحسب تعبيرها، مشددة على أن تونس بحاجة لكفاءاتها ورد الجميل إليها ولا لوم على الذين قرروا الهجرة والمغادرة في هذا الظرف الصعب الذي تمر به تونس من باب الاضطرار حقيقة. يشار الى ان افاق يعيش منذ أسابيع على وقع أزمة داخلية غير مسبوقة أفضت الى استقالات في صفوف ابرز قياداته وتعليق اخرين عضوياتهم من الحزب.وآخر المستقيلين من افاق رئيس مكتبه السياسي والنائب كريم الهلالي. و بحسب مصادر إعلامية يسعى رئيس الحزب ياسين ابراهيم منذ فترة إلى تعيين مقربين منه في الحزب وفي الكتلة النيابية، ما أدى إلى إثارة حالة من الغضب في أكثر من مكتب داخلي للحزب. ويتوقع متابعو الشأن السياسي أن تخرج قيادات حزبية عن صمتها تجاه هذه التصرفات خصوصاً أنها واقعة تحت ضغط قواعدها التي تدعوها إلى إنقاذ الحزب قبل فوات الأوان، قبل أشهر قليلة من الاستحقاق الانتخابي المهم، أي الانتخابات البلدية منتصف العام المقبل. ويبقى السؤال متعلقاً بقدرة الحزب على لملمة هذه الخلافات وتجاوزها والخروج بمواقف موحدة من ملفات كثيرة مطروحة على الطاولة، من بينها بقاء الحزب أو عدم بقائه في حكومة الوحدة الوطنية.