ما فتئت عائلات شهداء الثورة التي أطاحت مطلع 2011 بنظام الرئيسي التونسي الأسبق زين العابدين بن علي، يطالبون بالإسراع في إصدار القائمة النهائية للشهداء والتعاون مع الأطراف المعنية بملف الشهداء والجرحى لإيجاد حلول. و رغم مرور ما يناهز السبع سنوات على إندلاع الثورة التونسية لا يزال ملف شهداء وجرحى الثورة يرتحل بين اللجان والوزارات، من لجنة تقصي الحقائق حول الانتهاكات، إلى وزارة حقوق الإنسان، إلى كتابة دولة، ومن رحاب المجلس التأسيسي إلى هيئة حقوق الإنسان والحريات الأساسية، ليستقر لدى مجلس النواب . و يبدو أنّ هذا الملف في طريقه إلى الحلحلة خاصة بعد أن تعهد الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، الأحد، بأن تكون القائمة النهائية لشهداء الثورة وجرحاها، جاهزة في 31 مارس المقبل "على أقصى تقدير". وجاء ذلك خلال إشرافه، على الاحتفالات بالذكرى السابعة للثورة التونسية التي أنهت في "حي التضامن" الشعبي غربي العاصمة التونسية. و هذه ليست المرة الاولى التي يعلن فيها مسؤول عن قرب موعد نشر القائمة النهائية لشهداء و جرحى الثورة إذ أكد سليم العزابي مدير الديوان الرئاسي أن الهيئة العليا لحقوق الإنسان الموكول لها مهمة إعداد القائمة النهائية لشهداء وجرحى الثورة تعمل على تحديد هذه القائمة قبل 14 جانفي 2018. وفي جانفي العام الماضي، صرّح توفيق بودربالة رئيس لجنة شهداء الثورة ومصابيها التابعة للهيئة العليا لحقوق الإنسان والحريات الأساسية، بأن "رئيس الحكومة هو الوحيد المخوّل له نشر قائمة شهداء الثورة في الرائد الرسمي (الجريدة الرسمية للبلاد)". وأعلن كل من مبروك كورشيد وزير أملاك الدولة والشؤون العقارية ومحمد الطرابلسي وزير الشؤون الاجتماعية، بداية الأسبوع الماضي خلال حضورهما احتفالات مدينة القصرين بالذكرى السابعة ليوم الشهيد، أن القائمة النهائية لملف شهداء وجرحى الثورة بكل ولايات الجمهورية "وفي مقدمتها ولاية القصرين سيتم البت فيها بصفة نهائية في موفى شهر مارس المقبل لإعطاء كل ذي حق حقه". يشار إلى ان الهيئة العليا لحقوق الإنسان والحريات الأساسية من إعداد قائمة شهداء الثورة منذ أكتوبر 2015. وسلمت الهيئة القائمة إلى رؤساء الجمهورية والحكومة والبرلمان في ديسمبر 201 و لكن تعدد الإجراءات، وتشابكت المهام بين الهياكل المشرفة حال دون التوصل الى نتيجة. وعبّر الرئيس الباجي قائد السبسي عن تفهمه لغضب أهالي وذوي الشهداء والجرحى من تأخر الإعلان عن القائمة النهائية والرسمية للشهداء والجرحى. وأكد قائد السبسي أن عام 2018 سيكون عام الاهتمام بالشباب، مشيرا إلى وجود استياء في صفوف الشباب التونسي منذ اندلاع الثورة التونسية إلى اليوم، وأشار إلى تفاقم نسبة البطالة بين الشباب، مضيفا «الله لن يسامحنا في حالما لم نقم بمساعدة الشباب في تونس».