أطفأت تونس البارحة الشمعة السابعة لثورتها المجيدة أينما توافد الآلاف من المواطنين والناشطين المدنيين للمشاركة في احتفال " الحرية و الكرامة الانسانية " و كان من المفترض ان يرفع الجميع في هذا الاحتفال شعارا موحدا عنوانه "حب تونس"، إلاّ أنّ البعض أبى رفع شعار الوحدة و اختار ان يغرد خارج السرب ، فرفعت أحزابٌ يسارية شعارات " التقسيم و الفتنة " على غرار الشعار التي رفعته الجبهة الشعبية و التي اختارت و على عادتها خطاب الاقصاء والتحريض ، في يوم كان من المفترض أن يجمع الكلّ على حب تونس. و يرى مراقبون أن الجبهة و من خلال هذه الشعارات تريد أن تطرح نفسها كبديل لكنها لم تفهم بعد ان البديل هو ذلك الذي يخلقه صندوق الاقتراع و ما عدى ذلك هو مجرد غوغائية و فوضى . وقد رفعت أحزاب المعارضة و على رأسها الجبهة الشعبية عديد الشعارات المنددة بإجراءات الحكومة وبارتفاع الأسعار وبقانون المالية على غرار "الشعب يريد إسقاط الميزانية" و"النهضة والنداء.. أعداء الشهداء" و"أوفياء أوفياء لدماء الشهداء" و"جاك الدور جاك الدور يا الشاهد يا شاهد زور" و"لا خوف لا رعب السلطة ملك الشعب" و"يا حكومة عار عار.. الأسعار شعلت نار". وضع يوسف الشاهد رئيس الحكومة التونسية حدا لجدل حاد حول الجهات التي تقف وراء التحريض على العنف وتحويل وجهة الغضب الشعبي من احتجاجات سلمية إلى أعمال عنف ونهب وتخريب ب و اتهمت الحكومة الاسبوع المنقضي اليسار المعارض وشبكات الفساد والتهريب بمحاولة الزج بالبلاد الفوضى الاجتماعية والأمنية ، و اتهم رئيس الحكومة يوسف الشاهد بعد حصوله على معلومات دقيقة أن "شبكات الفساد والتهريب المافيوزية وبعض الأطراف السياسية وفي مقدمتها الجبهة الشعبية اليسارية الراديكالية المعارضة هي التي تقف وراء التحريض السافر على أعمال العنف والنهب والسرقة واستهداف مؤسسات الدولة في مسعى إلى جر تونس إلى الفوضى. في المقابل ، وجهّت "الجبهة الشعبية"، خلال مؤتمر عقدته اليوم الخميس المنقضي، خطابا شديد اللهجة لحكومة الشاهد ولكل من اتهمها بالتحريض على أحداث العنف، داعيةً المحتجين إلى التحرك وكشف وجوههم للتعبير عن مطالبهم، محذرة في الوقت نفسه من المندسين وعصابات الليل التي قد تستغل تحركاتهم العفوية لتشويهها. واعتبرت الجبهة الشعبية أن الأجراءات الحكومية الجديدة «شكل من أشكال السخرية على الشعب وبعيدة كلّ البعد عن تلبية الحد الأدنى المطلوب من أجل التخفيف من وطأة غلاء المعيشة». يشار إلى أن الجبهة الشعبية كانت قد دعت أنصارها إلى الخروج في مسيرة يوم الاحد الماضي احتجاجا على غلاء المعيشة وعلى قانون المالية. وتضمّ مسيرة "تونس تستعيد ثورتها" منخرطي وأنصار : -الجبهة الشعبية -حزب الوطد الاشتراكي – اتحاد المعطلين عن العمل – منظمة مساواة – منظمة حرة – المنتدى الوطني التقدمي – الاتحاد العام لطلبة تونس – شبكة دستورنا – حزب حركة العمل – جمعية خضراء للدفاع عن الموارد الطبيعية