أثار القيادي في نداء تونس و رئيس المعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية ناجي جلول جدلا وضجة كبيرين على الساحة السياسية بعد تصريحاته الأخيرة التي أدلى بها في برنامج تلفزي ، التي تحمل رسائل مبطنة مناهضة للثورة ، وللتوافق المبنية عليه الحكومة ، موجها انتقادات لاذعة للمسار الثوري الذي تعيشه تونس. وقد اعتبر ناجي جلول، الذي لطالما أثار الجدل عند تقلّده منصب وزير التربية ب"غطرسته" و تفرّده بالقرار ما خلق أزمة كبرى في قطاع التعليم لأكثر من سنتين متواصلتين ، أن الثورة فاشلة ، مصرّحا "ليست كلّ الثورات التي تحدث في العالم جيّدة". وأضاف القيادي في حركة نداء تونس ناجي جلول في سياق متصل أن "التوافق السياسي الذي يربط بين النداء والنهضة يندرج في إطار الضرورات التي تبيح المحضورات". وأوضح جلول في هذا الصدد : "لم يكن لدينا خيار آخر سوى التوافق"، لافتا إلى أن ذلك يندرج في إطار ما تقتضيه المرحلة وماتشترطه وثيقة قرطاج. و في تعليقه على تصريح الأمينة العامة للحزب الدستوري الحر عبير موسي التي قالت خلاله أنها "لا تعترف بثورة 14 جانفي"، ناجي جلول يقول " عبير موسي مرأة مناضلة وقفت صدًّا منيعا أمام رابطات حماية الثورة" ، واصفا إياهم ب"المتطرفين" ممّا أثار جدلا كبيرا في صفوف التونسيين ، واستنكارا كبيرا على صفحات التواصل الإجتماعي . جدير بالذكر أن موسي صرّحت ، خلال ذكرى ثورة14 جانفي السابعة ، أنّ : "الحقيقة التي نعرفها إن تاريخ 14 جانفي هي نقطة بداية دمار تونس.. نحن لا نعترف ب14 جانفي". و أردفت أنها لا تعترف بالدستور المنبثق عن المجلس التأسيسي وأن حزبها بصدد إعداد دستور مغاير سيكون جاهزا خلال شهر مارس 2018، وفق قولها. و اعتبر متابعو الشأن السياسي أن هذه التصريحات الأخيرة للأمينة العامة للحزب الدستوري الحر ليست بالجديدة عليها ، إذ لطالما عرفت عبير موسى بتصريحاتها المناهضة للثورة والمؤلبة للثورة المضادة . و لطالما أثار الحزب الدستوري الحر، الذي يعتبره التونسيون "الوريث الشرعي والرئيسي لحزب الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي" ، الجدل على الساحة السياسية بالبيانات "البنفسجية" الصادرة عنه وبتصريحات أمينته العامة عبير موسى التي ما انفكت تتغنى وتمجد العهد السابق في رسائل معلنة او ضمنية. ولعل علاقتها بالقيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان المعروف بلقبي "رجل الثورة المضادة" في دول الربيع العربي و"أخطبوط مؤامرات الشرق الأوسط" تثبت نواياها بقلب الموازين في تونس.