أصبح البرنامج الانتخابي للبلديات لثلة من الاحزب يتلخّص في نقد و انتقاد النهضة أيّا كان توجهها ، بل وصل البعض الى الاعتراف بانه سيعارض النهضة حتى لو كانت المعارضة لا تصبّ في مصلحته ، هذه الفكرة أكّدها الناشط السياسي عبد العزيز المزوغي ، الذي أكد خلال استضافته باحدى البرامج التلفزية أن المعارضين لحركة النهضة يعارضون كل شيء ترغب فيه حتى لو كان في صالحهم. و عن أسباب ولع االسياسيين بالتهجم على حركة النهضة،اكد القيادي بالحركة زهير الرجبي، أن التهجّم على الحركة اضحى سمة من سمات بعض السياسيين الذين أينما حلّوا بالمحطات الإعلاميّة أقدموا على مهاجمة النهضة أيّا كانت انجازاتها . و أضاف زهير الرجبي ل"الشاهد"، أنّ بثّ الاشاعات و إثارة البلبلة و الاستهداف الممنهج لحركة النهضة لا يهدف لشيء سوى لتقليص جم الحركة و تركيعها في الانتخابات البلدية ، مشيرا الى انّ الكثير من الإعلاميين تم تجنيدهم لخدمة هذا الهدف . و رغم الخطابات الاستئصالية والهجمات المتكررة من قبل الاحزاب الأخرى تتمسك حركة النهضة بالخطاب العقلاني والسلمي، عبر مشاطرة قيادتها المركزية نفس المواقف المبدئية على عكس ما هو متداول في الاحزاب المنافسة ، التي يطغى على تصريحات قيادتها التضارب و الانفعال و التعصب في احيان كثيرة ، في المقابل تشدد حركة النهضة على تمسكها بمبدأ النقاش و التحاور السلمي ، معتبرة ان الدعوات و الاجندات الاستئصالية ما هي الا تشويش على الثورة . و في سياق متصل اكد رئيس مجلس شورى حركة النهضة عبد الكريم الهاروني أن النهضة ترحّب بمن ينافسها ببرامج واضحة ، و اعتبر الهاروني خلال خلال ندوة سياسية نظمتها الحركة أمس السبت 13 جانفي 2018 بعنوان "التجربة الديمقراطية التونسية: التحديات والآفاق"، أن الانتخابات البلدية هي "انتخابات برامج لحلّ مشاكل المواطنين وتحسين وضعيّاتهم وليست صراعا إيديولوجيا". و في قراءاته لخلفية توجه الاحزاب لمهاجمة حركة النهضة ، أكد الباحث في علوم الإعلام والإتصال رضا الكزدغلي أنّ الإنتخابات البلدية تستدعي حضورا و قدرة على كسب موقع وهو ما تفتقده أغلب المنظومات الحالية في تونس ، قائلا :" لا توجد أحزاب قادرة على كسب هذه العملية ما عدى حزب النهضة الذي بيّن انه جاهزٌ لجميع الاستحقاقات من الناحية التنظيميّة وهو ما يعكس منافس سياسي لا يستهان به . و أمام هذا التموقع الجيد لحزب النهضة ،بيّن الكزدغلي، أن إستراتيجيات الأحزاب الأخرى اتجهت نحو "القضم" من سمعة حزب النهضة و من شهرته و من مصداقيته ، حتى ان استعمال عنصر الإشاعة لهذا الهدف ، لم يكن إعتباطيا و عشوائيا، بل كان منظما و إستهدف أفراد معينة و محاور محددة و بالتالي فان الإشاعة تعدّ في هذا السياق أداة من ادوات المواجهة الإنتخابية السابقة لأوانها . و أوضح رضا الكزدغلي ان الإشاعة ستتواصل و ستتطور و ستدخل في سياقات اوسع في إتجاه الهرسلة أي المهاجمة تباعا لوضع الخصم في دور المدافع و بالتالي محاصرته في مربع ضيق ن مما يؤثر على مصداقيته و منسورب الثقة .