بالرغم من تستّر أبناء الحزب عن ذلك فإن المعلومات المنتشرة هنا وهناك، تثبت ان الصراع بين السبسي الابن و رئيس الحكومة يوسف الشاهد لا يزال قائما ، ليخرج الصراع الخفي على السلطة إلى العلن بعد أن كان حبيس الكواليس. و حسب ما تناقلته مصادر إعلامية متنوعة ، فإنّ رئيس الحكومة يوسف الشاهد يتعرض لضغوطات كبيرة ليوقف حربه على الفساد ، سيناريو اخر يقول انه عُرض على الشاهد ايقاف حملته على الفساد مقابل الإبقاء عل منصبه كرئيس للحكومة ، هذه التخمينات أكدها وزير الوظيفة العمومية السابق و منسق عام مبادرة اليسار التونسي عبيد البريكي الذي لفت إلى وجود لوبيات تحكم رئيس الحكومة يوسف الشاهد. وأكد عبيد البريكي في حوار عبر أمواج راديو ماد أن الحرب على الفساد لن تكتمل مشيرا أنه قدّم عندما كان في حكومة الوحدة الوطنية برنامجًا إلى رئيس الحكومة يحتوي على 5 نقاط جوهرية للإصلاحات لكنه لم يُطبق. موضحا أن رئيس الجمهورية أخبره بتعرض رئيس الحكومة لضغوط كبيرة من أجل إيقاف حربه ضد الفساد. تصريحات البريكي لم يستسغها القيادي في حركة نداء تونس شاكر العيادي ، الذي أشار إلى ان منسّق مبادرة اليسار التونسي عبيد البريكي يحاول ترويح شائعات تخدم "يساره الكبير" ، و قال العيادي في تصريح ل" الشاهد" : كان من الأجدر لعبيد البريكي ان يولي اهتمامه بقواعده بدل ان يستهدف العلاقة التي تربط النداء بالحكومة ." و أوضح النائب و القيادي بنداء تونس أنّه لا يمكن لأحد أن يشكّك في مدى تماسك العلاقة بين الحزب و الحكومة ، لافتا الى ان نداء تونس شدّد في بيانات كثيرة على اهمية الحرب على الفساد كما انه لم يتأخر في دعم جميع المقترحات الصادرة عن الحكومة ، و لفت الى ان الاطراف التي تترصد بالنداء هي التي تسهر على تلفيق الاتهامات و الخوض في المهاترات السياسية على حدّ قوله . و في سؤاله عن ما يروج بخصوص امكانية اقالة يوسف الشاهد من رئاسة الحكومة ، اكد العيادي ان هذا الامر غير مطروح حاليا ، مؤكدا ان مواقف الحزب مكشوفة و معروفة و ان أراد حزب نداء تونس الافصاح عن أمر لم يمنعه شيء من ذلك . ولئن قللت بعض قيادات حزب "نداء تونس" من هذه التجاذبات فإن خبراء بالشأن السياسي اعتبروا أن هذا الصراع الخفي على السلطة "بات واضحا وجليا خاصة في ظل الجدل الذي رافق مفاوضات التحوير الوزاري". وأفاد الباحث بالجامعة التونسية، خليفة الحداد ، بأن هناك مؤشرات كثيرة تكشف عن "صراع خفيّ بين حافظ السبسي، المدير التنفيذي لحزب نداء تونس، من جهة، ورئيس الحكومة يوسف الشاهد من جهة ثانية". وأكد محدثنا أن الشاهد انتدب، في البداية، "لخلو سيرته الذاتية من أي تجربة سياسية، وهو الأمر الذي يجعله سهل التطويع، غير أن الشاهد، على ما يبدو، لم يلتزم بدور التابع وسعى إلى نحت مسار سياسي لنفسه". وأيد المحلل السياسي نصر الدين بن حديد هذا الطرح وقال إن "قيادات عديدة من النداء، على رأسها حافظ قائد السبسي، تعتبر يوسف الشاهد، مدينا لها بالوصول إلى منصب رئاسة الحكومة، وأنه لا يعترف بالجميل"، واستطرد بن حديد بالقول: "سلوك الشاهد دفع قيادات الحزب إلى دعوة الشاهد بالتقيد بسياسة التنظيم الحزبي، ومن ثمّة تأتي مطالبة حافظ قائد السبسي بما أسماها (حكومة سياسيّة)". في المقابل يقلل المكلف بالملف السياسي في حزب نداء تونس، برهان بسيس، من هذا الصراع ويرى فيه "حربا مصطنعة" من قبل بعض الأطراف التي وصفها ب"الأقلية". واعتبر بسيس، في حديثه ل"أصوات مغاربية" أن "أطرافا مكونة من أحزاب سياسية (خاصة الأقلية) هي التي تريد أن تخلق محورا مصطنعا للحياة السياسية التونسية عنوانه: صراع خفي بين حافظ قائد السبسي ورئس الحكومة يوسف الشاهد ". وأضاف المتحدث أن "هذه الأطراف تراهن على هذه الصراعات فقط من أجل التموقع السياسي وضرب حركة نداء تونس ورئيس الحكومة".