لا يختلف اثنان حول الدور الذي بات تلعبه بعض "الشخصيات الجدليّة" في خدمة أجندات سياسية هدفها بثّ الفتنة و شيطنة أطراف بعينها و نشر الخطابات المؤدلجة ، حتى أن بعض منهم أضحى لا شغل له سوى التحريض وتنمية مشاعر الحقد والكراهية بين مختلف أطياف الشعب من خلال التركيز على بثّ رسائل تحريضية قد لا تمثل تهديدا للاحزاب المستهدفة فقط بل قد تشكل خطرا على الأمن القومي . و لعل ألفة يوسف و التي تقدّم نفسها على أّنها مؤلفة و أديبة و باحثة تونسية كانت من بين أكثر الشخصيات التي عودتنا على الخطابات التحريضية ووصل بها الامر إلى حدّ "دعوة قوى الخارجية للقدوم إلى تونس لاستئصال الإسلاميين من الحكم بكل الطرق بما فيها القيام باغتيالات" ، على حدّ قولها . يذكر أن ألفة يوسف كانت قد توعدت بحمام دم في تونس لرحيل الإسلاميين من الحكم وحددت نهايتهم مع انتهاء سنة 2017 وذلك في تدوينة كتبتها في صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي " فيسبوك " بتاريخ 15 نوفمبر 2017 " جاء فيها: " لاتحزنوا...أولا لأنه تعالى يمهل ولا يهمل، ثانيا لأن تونس مجرد تفصيل إزاء ما يجري في العالم من تقلبات كبرى، ولسنا بمعزل عنها...ثالثا لأن التوافق الوهمي، في بلاد تعاني الإفلاس والانهيار وانعدام الثقة، هو مجرد قشة يتمسك بها شيخان مذنبان خائفان يحتمي كل واحد منهما بالآخر، أو يتوهم ذلك...رابعا، سنة 2017 سترحل بهذه الطبقة السياسية كلها باذن الله...وسترون هي فقط مسألة وقت ودم". ويشار أن دعوة ألفة يوسف الى إراقة الدماء في تونس ليست الأولى بل ويذكر أنها دعت إلى ذلك منذ صعود الإسلاميين للحكم وكتبت في صفحتها بتاريخ 12 جوان 2012 ، قائلة:"ما وقع في تونس بتاريخ 14 جانفي ليس ثورة بل انتفاضة جياع أكدها انقلاب من أتباع الرئيس السابق وجسمها هو بفراره الجبان وأن الثورة الحقيقية ستأتي أولا من رحم الجياع والفقراء والمحرومين وثانيا عند إزالة التيوقراطيات الدينية بثمن غال من الدماء." من جانبه، استغرب الاعلامي زياد الهاني في تدوينة نشرها على صفحته بالفايسبوك دعوة الأستاذة الجامعية ألفة يوسف الى استئصال الاسلاميين عن طريق قوى أجنبية. واعتبر زياد الهاني أن ما كتبه هذه الأخيرة "وقاحة وعار" وتابع زياد الهاني مخاطبا ألفة يوسف "أنت حرة في تهيئاتك، لكن الخيانة ليست وجهة نظر" و أضاف زياد الهاني متوجها لأفة يوسف " إنّ التدخل الأجنبي الذي تدعين إليه بكل وقاحة، فسنتصدى له بالسلاح إن لزم الأمر ونقضي عليه وعلى كل الخونة الذين يتحالفون معه ويبررون فعله الدنيء. نحن الذين ورثنا النضال الوطني جيلا بعد جيل وكابرا عن كابر، ويسري في دمائنا عشق هذا الوطن الحر السيد. إياك أن تنسي يا فتاتي، بأننا لسنا شعبا قاصرا ولن نسمح لأي أجنبي بأن يقرر مصيرنا ويحدد لنا من يحكمنا. أنت حرة في تهيئاتك، لكن الخيانة ليست وجهة نظر. فلا تلعبي بالنار لأن مصيرها أن تحرقك.. ما كتبتِه عار عليك وعلى كل "الديمقراطيين" الذين سكتوا على سقطتك المريعة هذه. فالديمقراطية كتلة لا تتجزأ، وإذا كنت تعتقدين بأنك بموقفك هذا تدافعين عن الديمقراطية فأنت مخطئة وعليك أن تراجعي نفسك."