يبدو أن محسن مرزوق لا يكاد ينتهي من لعبة سياسية حتّى يدخل في أخرى ،رامياً من وراء ظهره جميع الضوابط الاخلافية و القانونية التي تحول دون ما يمارسه ، فلا يكاد يمرّ أسبوع حتى و تجد اسم محسن مرزوق على رأس العناوين الاخبارية ، تارة يشتكي و طورا يهاجم و في كثير من الأحيان يتآمر. محسن مرزوق و الذي دخل إلى الحياة السياسية من باب حزبه القديم نداء تونس ، انخرط اليوم في خدمة اجندات خارجية، وأهداف بعيدة كل البعد عن الوطنية، وصلت حد التآمر مع جهات خارجية تهدد مصلحة الوطن، وتعُر التجربة الديمقراطية التي مازالت تخطو خطواتها الأولى. و من يعرف محسن مرزوق بالتأكيد يعرف مدى انسياق وولع الأخير بالتقلّب و التغير في المواقف حسب ما تفرضه الحاجة ، فان وجدت محسن مرزوق يدعو إلى التهدئة في يوما لن تستغرب من تحوله الى شخصية متشنجة تحتاج من يهدئها في اليوم الموالي ، ذلك هو محسن مرزوق و الشواهد كثيرة . اذ ان محسن مرزوق و بعد ليلة من نشره تدوينة يدعو فيها إلى "التهدئة و الالتفاف حول الوطن و التآزر و التكاتف و تجنب الفتنة و التفرقة " بالتزامن مع الفضيحة التي الحقت به في ما يعرف بقضية (م.م التي عرفت بقضية التجسس)، خرج محسن مرزوق بعد 24 ساعة من تدوينة "الهدوء" ليتهجم على حركة النهضة متهما اياها بانها تهدد حرية التعبير ، في خطوة اعتبرها الكثيرون محاولة فاشلة لدرء فضائحه و مؤامراته . و تسائل الإعلامي زياد الهاني عن عدم القبض على عدد من القيادات السياسية المتورطة في ملف الجوسسة، وقال الهاني في تدوينة على صفحته بالفيسبوك أنه على القضاء القبض على محسن مرزوق ومعز الجودي وعزيز كريشان وعادل بن حسين. وقال الهاني إن "القانون فوق الجميع، وأي تراخي في تطبيقه سيمثل تأكيدا على أن المافيات هي التي تتحكم في البلاد.. و كانت يومية الشروق كشفت عن «أكبر فضيحة تجسس» في تاريخ البلاد، تعمل لمصلحة أطراف أمريكية وفرنسية، وتضم رؤساء أحزاب ومدراء بنوك ومسؤولين كبارا في الدولة، وقالت إن السلطات التونسية تقوم حاليا بالتحقيق مع بعضهم بتهمة إفشاء أسرار الدولة لجهة خارجية. وكشفت الصحيفة لاحقا معلومات جديدة حول شبكة التجسس المذكورة، تتعلق بشراء رجلي الأعمال اليهودي الفرنسي والأمريكي (اللذين يديران الشبكة) لرئيس حزب أشارت له الصحفية برمز (م. م) وخبير اقتصادي (م.ج) ومستشار سابق لرئيس الجمهورية (ع.ك) ومدير عام سابق للجمارك، مشيرة إلى أن المتورطين تسلموا تطبيق للهاتف المحمول متختص بالتنصت تم إدخالها إلى قصر قرطاج للتنصت على مكالمات واجتماعات رئيس الجمهورية، فضلا عن إرسال تقرير يومي حول نشاط أغلب السياسيين في البلاد. وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها الحديث عن وجود شبكات تجسس تعمل لصالح أطراف أجنبية في تونس، حيث كشفت وسائل إعلام مؤخرا عن وجود شبكة تجسس مرتبطة بالإمارات حاولت شراء ذمم نواب وعدد من رؤساء الأحزاب بهدف التأثير على الحياة السياسية في البلاد، ومحاولة عزل حركة النهضة، كما نجحت السلطات في وقت سابق بكشف شبكة تجسّس يقودها دبلوماسي روسي، وتقوم بجمع معلومات حساسة حول التونسيين.