تسارعت الأحداث على الساحة السياسية خلال الفترات الأخيرة بشكل غير مسبوق ، على مختلف الأصعدة ، لتخلق اليوم تلو الآخر جدلا غير متوقّف يثير عديد التساؤلات ويشغل الرأي العام ، ولعلّ الأمين العام لحركة مشروع تونس محسن مرزوق من أكثر الشخصيات السياسية التي تثير ضجّة وبلبلة في تونس ، حتى لا يكاد يمرّ يوم واحد دون أن تتناول الساحة الاعلامية الحديث عن "شطحاته". وليس بمخفيّ أن أكثر ما يقلق التونسيين في هذه الشخصية السياسية المثيرة للجدل هو علاقته المريبة بدولة الإمارات التي ارتفهت وتيرتها خلال الفترة الأخيرة لتطرح عديد التساؤلات سيّما وأنّ أيدي الإمارات "ملطّخة" بتشويه ثورات الربيع العربي .. وقد أماطت الوثائق المسربة الأخيرة عن موقع "أسرار عربية" اللثام عن دور الإمارات المشبوه في السعي خلف إفشال الثورة التونسية وخلق البلبلة في البلاد منذ اسقاط نظام المخلوع بن علي من خلال زرع شبكة تجسس إماراتية في تونس ، مزيحة الستار عن العلاقة الوطيدة التي تربط محسن مرزوق بالإمارات معتبرة إياه "عميلها" و "بيدقها" في تونس. وقد سارع محسن مرزوق إلى التعليق على هذه التسريبات التي تورطه بشبكة تجسس إماراتية في تونس.، ليدوّن على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك "إننا سنتعرض لحملة تشويه شرسة، أوصيكم بالصمود"، مؤكدا أن هذه الحملات لن تؤثر فيه. و دوّن: "باش نتعرضوا ها الأيام لحملة تشويه شرسة مستواها الاخلاقي في مستوى الناس الي ورآها. نتجاهلوها ونركزوا على مواقفنا وأفكارنا ومبادئنا حملات التشويه علامة إفلاس وضعف قوتنا وحدتنا ووضوحنا" وكان موقع "أسرار عربية" كشف عن امتلاكه وثائق تثبت تورط دولة الإمارات العربية المتحدة في إنشاء شبكة تجسس "عملاقة" في تونس، يديرها جهاز أمن الدولة الإماراتي، في محاولة للتأثير على الحياة السياسية في البلاد. وقال الموقع، إن الوثائق والمراسلات التي حصل عليها، والمسربة من دولة الإمارات؛ كشفت تورط شخصيات كبيرة في تونس، من بينها محسن مرزوق، مشيرا إلى أن الشبكة تجسست على الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، وحركة نداء تونس التي يتزعمها، إضافة إلى حركة النهضة، وأعضاء في البرلمان. وبحسب الوثائق التي تضم عشرات الصفحات وحصلت عليها "أسرار عربية" فيتضح أن الشبكة عملت خلال الفترة من 2013 وحتى الان على اختراق حزب "نداء تونس" الحاكم واختراق الدائرة المحيطة بالرئيس الباجي قايد السبسي، إضافة الى اختراق البرلمان، وشراء ولاءات وذمم رجال أمن ومسؤولين في الدولة، كما عملت على اختراق الأحزاب السياسية ومحاولة التأثير في عملها وخاصة حركة النهضة الاسلامية. كما كشف الموقع أن "محسن مرزوق، وكان الرجل الثاني في حركة "نداء تونس" التي فازت بالانتخابات الرئاسية التي جرت يوم 23 نوفمبر 2014، تبين أنه على اتصال وثيق بجهاز الأمن الاماراتي. ونوه موقع "اسرار عربية" بأنه سيكشف في تقرير خاص التفاصيل الكاملة لعلاقة مرزوق مع الأمن الاماراتي والأموال الضخمة التي تلقاها من أبوظبي للتأثير في الانتخابات والحياة السياسية . وتكشف واحدة من الوثائق الصادمة أن مرزوق متورط بشبكة التجسس الاماراتية، ولديه اجتماعات مستمرة مع ضابط الأمن الاماراتي المسؤول عن الشبكة، فضلاً عن أنه -أي مرزوق- يتلقى الدعم والتمويل من أبوظبي. وحصل مرزوق على مبلغ مالي ضخم من الامارات قبل أسابيع من الانتخابات الرئاسية في تونس، وتحديداً في سبتمبر 2014، من أجل دعم موقف "نداء تونس" في الانتخابات، ولاحقاً تسبب الرجل بخلافات داخل الحركة، وهي الخلافات التي يسود الاعتقاد بأن الامارات لعبت دوراً في اشعالها نتيجة عدم رضاها عن السبسي. وفي تعليقه على تورط مرزوق ضمن أجندا إماراتية ، أكد الدبلوماسي السابق عبد الله العبيدي، أن "الدولة التونسية تعيش في حالة إفلاس على جميع المستويات وأن أغلب السياسيين، سواء في الحكم أو المعارضة، في مهب الريح ويعملون لصالح أجندات لا علاقة لها بتونس، وذلك في تعليق منه على صمت الدولة إزاء الوثائق المسربة التي كشفت الحجم الكبير للتجسس الإماراتي في تونس عن طريق شخصيات سياسية معروفة؛ منها الأمين العام لحركة مشروع تونس محسن مرزوق وآخرون عن أحزاب مختلفة؛ بهدف ضرب الانتقال الديمقراطي وحركة النهضة. ولم يستبعد العبيدي أن يكون محسن مرزوق، أو غيره، رجل المخابرات الإمارتية في تونس، نظرا للحرية المطلقة التي فسحت المجال أمام السياسيين للتحرك بحرية في مقابل غياب أي ضوابط سياسية، وفق تعبيره.