أخذ الصراع السياسي في تونس مسارات غير اخلاقية وصلت حدود نشر الكذب و المغالطات لتشويه حركة النهضة ومهاجمتها اعلاميا ونسج خيوط مع مصالح اجنبية تسعى إلى ضرب مسار الثورة و الهدف هو ابعاد حركة النهضة عن الحكم. و أصبحت بعض الأحزاب السياسية وخاصة تلك التي وُلدت حديثا لا تُعرف بنفسها من خلال تاريخها النضالي او برنامجها المستقبلي بقدر ما تعرف بنفسها من خلال تموقعها كبديل او حليف او معارض موارية بذلك عجز برنامجها او الفكرة المقدمة ، و لعل اكثر الاحزاب التي تتعرض اكثر من غيرها للهجمات و النقد اللاذع هي حركة النهضة ، التي تواجه معارضة من الجميع لمجرد المعارضة . و شرع المكتب التنفيذي للحزب بالبدء في إحالة ملفات أمام القضاء، ضد الأشخاص والمؤسسات الإعلامية المنخرطة في حملات تشويه الحركة وقياداته، بحسب بيان حاد صدر، يوم السبت؛ تتويجًا لاجتماع ضمّ مسؤولي الحركة وقادتها. واشتكت قيادات من تعرضها لحملات تشويه وتحريض باطلة، محذرّة من أنّها لن تسكت مستقبلاً عن أيّ إساءة تطال قياداتها . وذكر البيان، أن هذه الخطوة تأتي لمواجهة توالي حملات التشويه الممنهجة ضدّ النهضة، وتمادي بعض الأصوات الإعلامية في إلحاق التهم الباطلة، والتعريض بالحركة، والتحريض على قياداتها، والشحن ضدّ أعضائها وأنصارها. وقبل ذلك، استنكرت حركة النهضة بشدة، متابعات إعلامية لنشاطها السياسي وتوجهاتها، واعتبرتها أخبارًا زائفة ومُغرضة، بعضها يعود لسنواتٍ سابقة، نتيجتها تهديد استقرار بلادنا وأمنها وسلمها الاجتماعي، وهدفها التشويه الممنهج لحركة النهضة وقياداتها. وبموجب القرار الجديد، شرع مكتبا الشؤون القانونية والإعلامية في الحزب، بضبط الملفات اللازمة لبدء إحالتها إلى القضاء للبتّ فيها. و قال عبد الكريم الهاروني رئيس مجلس الشورى حركة النهضة إنّ البلاغ الذي أصدرته الحركة يوم 10 فيفري يأتي على خلفية تتالي حملات التشويه ضدّ الحركة وإلحاق التهم الباطلة والتحريض ما دفعهم إلى قرار المتابعة القضائية ضدّ الأشخاص والمؤسسات الإعلامية التي تتهجم عليهم. وأضاف الهاروني في برنامج ميدي شو على اذاعة موزاييك, نحن مع حرية الإعلام ونحترم كلّ الصحفيين لكن بعض الأطراف تفتح منابرهم الإعلامية فقط لاتهام النهضة وقيادتها … صبرنا وسعنا بالنا تسامحنا قدمنا قضايا وسحبناها لكن لن نقبل بتسميم الوضع في البلاد ونشر الأكاذيب دون تقديم أدلة وبراهين على حدّ تعبيره. وتابع الهاروني لا أتفهم سبب انزعاج نقابة الصحفيين من بلاغنا لأننا لجأنا إلى القضاء وهو هيكل مستقل وعادل ومتحرر من أي ضغوط وكل من يتهم النهضة عليه أن يتحمل مسؤوليته. وأشار إلى تقدّم النهضة بعدّة قضايا ضدّ وسائل إعلام أجنبية والقضاء أنصفنا واعتذرت هذه المؤسسات منّا حتّى أنها دفعت لها تعويضات ماديّة… نفس الشيء سنقوم به مع وسائل إعلام محلية. واستدرك القيادي بالنهضة غايتنا ليست الزج بصحفيين في السجن بل لوقف حملات التشويه خاصّة أنّ الأطراف عجزت عن إيقاف نجاح النهضة ويخشون فوزها في الاستحقاقات الانتخابية، مضيفا شتمكم للنهضة ليس برنامجا سياسيا تقدّمونه للمواطنين لكن انتهى عهد من يرغب في الشهرة يسب النهضة وتابع عبد الكريم الهاروني حمّى الكراهية والتحريض ارتفعت باقتراب الانتخابات البلدية لكن لا يدركون أن ما يحدث لن يخدم لا الساحة السياسية ولا النظام العام ككلّ. وفي سياق آخر، شدّد رئيس مجلس شورى حركة النهضة على أنّ الجبهة الشعبية تتميز بخطاب إقصائي تسبب في مزيد عزلها سياسيا، قائلا نحن مددنا أيدينا إليهم في عدة فرص لكن رفضوا …نحن لا مشكل لنا معهم وان كان لهم مشكل فصندوق الاقتراع والقضاء كفيلان بحلّ الأزمة. وبخصوص الانتقادات الموجّهة إلى حركة النهضة من طرف أمين عام حركة مشروع تونس محسن مرزوق، أكّد الهاروني أنّه مطالب بتكوين حزب وبرنامج سياسي والتقدم بقائماته في كلّ البلديات عوض الاهتمام بهم لكن يبدو أن برنامجه الوحيد هو النهضة وليس تونس