يطفح جدل وضجة كبيران خلال الفترات الأخيرة حول قناة الحوار التونسي الخاصة و صاحبها سامي الفهري ، بعد تواتر الحديث عن استقالة وإمكانية إقالة طاقمها من الصحفيين ، فضلا عن تداول انباء عن ايقاف عدد من برامجها بسبب إفلاس شركة انتاجها كاكتيس جرّاء قضايا فساد مالي تورط فيها الفهري. و أضحت القناة تعيش مرحلة متوترة وجدّ عصيبة، متهمة بأكثر من قضية ومصيرها بات ضبابيا . وفي خضم هذا الشأن، وجهت كل من النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين والنقابة العامة للإعلام أصابع الاتهام الى صاحب القناة سامي الفهري بالفساد المالي والاستفادة من علاقته مع صهر الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي بلحسن الطرابلسي لتحقيق مكاسب مالية له على حساب التلفزة التونسية، عندما كانت شركته "كاكتيس برود" تحتكر أغلب الإنتاجات للتلفزيون الرسمي وتحتكر القسم الأكبر من عائداتها المالية من الإعلانات التجارية. وهي قضية يتهم فيها الفهري وخمسة مديرين عامين بالتلفزة التونسية ، ولم يحسم القضاء فيها بعد. فضلا عن ذلك ، تقدم عدد من الصحفيين بمطالب الى الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري (الهايكا) بمراجعة الوضعية القانونية للقناة التي اشتراها الفهري وعائلته من الطاهر بن حسين، وهو أحد أبرز معارضي نظام المخلوع. وقد لا تكون المراجعة في صالح الفهري، خصوصاً أنّ القوانين في تونس تمنع انتقال ملكية وسائل الإعلام السمعية البصرية إلا وفقاً لشروط مضبوطة، لعلّ أهمها احتفاظ صاحب الإجازة القانونية للبث بأغلبية أسهم وسيلة الإعلام، وهو ما لم يتحقق في حالة "الحوار التونسي". وقد زاد من حدة الضجة التي تطوق القناة ، الممارسات "الدكتاتورية" التي يقوم بها الفهري صلب القناة مع العاملين معه ، لعل آخرها قضية الصنصرة في برنامج كلام الناس الأمر الذي دفع الإعلامي القائم على البرنامج الياس الغربي الى تقديم استقالته من القناة. ويأتي ذلك بعد الفضيحة التي أثارتها الممثلة آمال علوان ضد سامي الفهري إثر تأكيدها في تصريح اذاعي أنها تفاجأت خلال تعاملها مع المخرج سامي الفهري في مسلسل أولاد مفيدة من أسلوب تعامله مع الممثلين الكبار والتقنيين. وأضافت باكية ، أن الفهري ، عاملها بطريقة مهينة وتعمّد استعمال الكلام البذيء خلال تصوير مشاهد المسلسل ، مضيفة أنها لولا حاجتها في تلك الفترة إلى العمل والمال لما تعاملت معه في المسلسل.