لا تكاد تنتهي أزمة،حتى تتصدّر المشهد السياسي والحكومي أزمة جديدة أخطر وأعمق،وبين الأزمة والأخرى تحاول حكومة يوسف الشاهد المحافظة على توازنها وثباتها. أزمة الكامور تعود إلى الصفر رغم أن الاحداث المتتالية ، أثبتت قطع أشواط هامة في إطار حلحة ملف الشباب المحتج في ولاية تطاوين، و ضمان حق الجهات الداخلية في التشغيل والتنمية وتمتيعها بالتمييز الايجابي، إلا أن الاوضاع لم تهدأ بشكل نهائي، ويبدو أن الهدنة بين المحتجين والحكومة قد شارفت على الانتهاء. فقد أمهل معتصمو الكامور الحكومة أسبوعا لتنفيذ ما جاء في اتفاق "الكامور" الموقع بين شباب الجهة والحكومة يوم 16 جوان 2017. واعتبروا خلال وقفة احتجاجية نظمها عدد من شباب الجهة، الاحد 25 فيفري 2018، بساحة الشعب وسط مدينة تطاوين، ان الحكومة لم تنفذ الا جزء بسيطا مما تضمنه اتفاق الكامور. واشار المتحدث باسم تنسيقيات اعتصام الكامور، طارق حداد ، في تصريح إعلاميّ، الى ما اعتبره مماطلة الحكومة واستخفافها بأحقية الجهة في التشغيل وفِي عدم رصد الاعتمادات (80 مليون دينارا) المخصصة للشباب الراغب في الاستثمار الفلاحي. وقال "ان المعتصمين مصممين على العودة الى غلق المدينة وتعطيل الشركات البترولية اذا لم تستجب الحكومة لمطالب شباب الجهة والتجسيم الفوري لما التزمت به من اجراءات لدفع التنمية في الولاية". وأضاف الحداد أن صندوق التنمية الذي وعدت الحكومة بتمويله ب80 ألف دينار لم تصل اعتماداته بعد، وأنهم تلقّوا وعوداً بتمويله في شهر مارس، مشيراً الى أن العدد الصغير من الشباب الذين تمّ تشغيلهم اقتصرت أعمالهم على البناء مع عدد من الخواص، في حين أن الاتفاق كان على البستنة والأعمال البيئية. فسفاط قفصة رغم انعقاد مجلس وزاري ذو مستوى رفيع يضم سياسيين و نقابيين للنظر في الوضعية التي باتت تهدّد شركة فسفاط قفصة بالافلاس على اثر تعطّل عملية انتاج الفسفاط لأسابيع،الاّ أن أزمة الفسفاط يبدو أنها لن تجد طريقها للحلّ قريبا. وترتفع الخسائر اليومية للمجمع الكيميائي (مؤسسة حكومية تتولى تحويل منتجات الفوسفات) إلى نحو 8 ملايين دينار يومياً، أي ما تعادل قيمته 3.3 ملايين دولار، جراء توقّف نشاط المجمع الكيميائي في قابس، ما قد يضطر المجمع إلى إحالة قرابة 3400 عامل إلى البطالة الفنية، حسبما صرّح المسؤول المحلي للمجمع الكيميائي في قابس، توفيق الجمل. ويقود الاتحاد العام التونسي للشغل منذ أمس الإثنين، مفاوضات متواصلة مع المعتصمين بكافة مغاسل الفسفاط في قفصة، من أجل إقناعهم بإنهاء الاعتصام، والسماح للشركة باسترجاع الإنتاج غير أن أغلب مقترحات الاتحاد لم تجد صدىً لدى المعتصمين.