جدل وضجة كبيران أثارتهما دعوة أحد الأحزاب -غير المعروفة إعلاميا- على منصات التواصل الاجتماعي و في عدد من مواقع الإعلام المحلية والعربية بتحذيرها من تحوّل تونس إلى فلسطين جديدة ، سيّما وقد جاء هذا التحذير في مرحلة سياسية حساسة ارتبطت بقرب إجراء الاستحقاق الانتخابي البلدي الأول بعد سبع سنوات من اندلاع ثورة الحرية والكرامة . وكان حزب ‘حركة الربيع العربي قد حذر مؤخرا من تحول تونس إلى فلسطين جديدة ، مدونا على صفحته في موقع "فيسبوك": "ما حدث في فلسطين قد يحدث في جربة، وللاسف نحن من يساهم في ذلك الموضوع، وما فيه هو بيع أراضي في جربة بالتحديد في ميدون وما جاورها للأجانب الأوربيين واليهود بأثمان خيالية، إما عن جهل أو برضاهم، انتم ناسين ومتغافلين عن ما حدث في فلسطين، فهل بدأ التاريخ يعيد نفسه، ويأتي يوم ويطرد أهالي جربة من أراضيهم، الذكي من يتعض بتجارب غيره ولا يخطأ نفس الخطأ. يا أهل ميدون توقفوا عن بيع أرضكم فلا يغرنّكم المال". و قد أثار هذا البيان القصير جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث استنكر عدد من النشطاء ما بدر عن الحزب واتهموه بالعنصرية ضد المواطنين اليهود، فيما اعتبر آخرون أن توقيت إثارة الموضوع لا يعدّ بريئا على اعتبار أنه يتزامن مع الجدل القائم حول ترشيح حركة "النهضة" لمواطن يهودي في الانتخابات البلدية المزمع اجراؤها في 6 ماي القادم. هذا وطالب عدد من النشطاء بضرورة التفريق بين اليهود التونسيين ونظرائهم في الكيان الصهيوني ، داعين الحزب المذكور إلى عدم "الاستثمار" في نمط التعايش المشترك في البلاد لخدمة أهداف سياسية. وكانت الطائفة اليهودية في تونس قد استنكرت محاولة الزج باليهود التونسيين في الصراعات السياسية، مؤكدة أن ترشح مواطن يهودي ضمن إحدى قوائم حركة «النهضة» في الانتخابات البلدية هو أمر شخصي وطبيعي ولا يعني بالضرورة أن الطائفة اليهودية في تونس تتجه لدعم طرف سياسي محدد. كما اعتبرت أن الزوبعة المثارة حاليا حول هذا الأمر تم افتعالها من قبل تيار معادٍ لنموذج التعايش في تونس ويحاول دوما إقحام اليهود في «اللعبة السياسية القذرة». وكان إعلان حركة «النهضة» ترشيح المواطن اليهودي سيمون سلامة ضمن إحدى قوائمها الانتخابية في المنستير، أثار جدلا في البلاد، حيث اتهم البعض النهضة ب«التطبيع» مع الكيان الصهيوني، فيما اعتبر آخرون أن اليهود مواطنون تونسيون وينبغي إدماجهم في العملية السياسية في البلاد. وقال رجل الأعمال إيلي الطرابلسي نجل رئيس الطائفة اليهودية في جربة إن ترشح سيمون سلامة في الانتخابات البلدية «أمر عادي لمواطن تونسي بغض النظر عن دينه، إذا إعتبرنا أن حركة النهضة حزب مدني وله التأشيرة أن يمارس السياسة في تونس، وإذا إعتبرنا أننا نعيش في مجتمع متسامح لا يفرق بين أطيافه». وأضاف في تصريح ل«القدس العربي»: «شخصيا، ترشحت في قائمة مستقلة إبان إنتخابات 2011 في باريس وقلت وقتها إنه إنتصار لتونس ولديموقراطيتها الناشئة. ومن ثمّ كنت من كوادر حزب نداء تونس ولي علاقة متطورة مع رئاسة الجمهورية والفاعلين السياسيين، ولَم تكن الديانة عائقا أو زوبعة. بالعكس كان الاحترام متبادلا وكانت مصلحة تونس هي القاسم المشترك».