الخطاب السياسي المتشنج، وشيطنة شخصيات سياسية، باتت أهم ملامح المشهد السياسي التونسي، وموضوع تصريحات اغلب السياسيين حيث أصبحت تسجل حضورا يوميا وبشكل ملفت للانتباه في المنابر الاعلامية والحوارات الصحفية وحتى المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي.و كثيرا ما تتجاوز التصريحات حدود الكلام وظبط النفس لتتحول الى استعراض للعضلات حتى يكاد يتحول الكلام الى تشابك بالايادي. تتواصلُ المشادات الكلامية و تبادل التهم بين كل من المكلف بالشؤون السياسية لحركة نداء تونس برهان بسيس و الامين العام لحركة مشروع تونس برهان بسيس ، لكنّ النزاعات بين الخصمين اتخذت هذه المرة منحًى قضائيّا ، بعد مطالبة كتلة الحرّة لحركة مشروع تونس كلاّ من رئاسة الجمهورية ووزارة العدل بفتح تحقيق رسمي في ما أسمته ب"قضية التجسّس والتنصت واختراق المنظومات المعلوماتية لرئاسة الجمهورية ومختلف أجهزة الدولة طيلة سبع سنوات". وقال الصحبي بن فرج ، نائب عن كتلة الحرة ، ف إن هذه المراسلة "تأتي على خلفية تدوينتين نشرهما المكلف بالشؤون السياسية في نداء تونس برهان بسيس على صفحته الشخصية بموقع ‘فايسبوك' ذكر فيهما أن مصالح رئاسة الجمهورية مخترقة سواء على مستوى التنصت على المكالمات الهاتفية أو من حيث اختراق المنظومات الإعلامية". كما استنكر المتحدث ، في تصريح إعلاميّ ، صمت رئاسة الجمهورية وعدم تعليقها على تصريحات من أسماه ب"الرجل الثاني في الحزب الحاكم" رغم خطورتها، مشيرا إلى أن كتلة الحرة ستلجأ إلى القضاء في حال عدم تفاعل رئاسة الجمهورية ووزارة العدل مع المراسلة. و كان المكلّف بالشؤون السياسية في حزب حركة نداء تونس برهان بسيس قد أكد، في تدوينة له بصفحته على موقع "فايسبوك" يوم 8 فيفري الماضي، "وجود رغبة في التعتيم الإعلامي على ملف تحقيق قضائي حول شبكة تجسّس أجنبية على درجة عالية من الخطورة نشرته إحدى الصحف اليومية". وقال يسبّس إنّ "هذا الملف يمثل زلزالا سياسيا حقيقيا.. وهو أخطر بكثير من كل القضايا المطروحة آنيا وأن المشرف على الشبكة رجل أعمال فرنسي اخترق مستويات الحكم العليا في تونس منذ 2011 إلى 2017، وتمكن من تجنيد شخصيات سياسية من أعلى مستوى. واستقطب مستشارا وآخرين من محيط الرئيس السابق المنصف المرزوقي.. ومستشارا سابقا وناشطا سياسيا وآخرين من محيط الرئيس الباجي قايد السبسي، علاوة على قائمة من الموظفين السامين بمختلف الوزارات والشخصيات الناشطة في الأحزاب والمنظمات الوطنية"، حسب ما ذهب إليه. فرنسي. و دخل كل من بسيس و مرزوق في مشاداة كلامية منذ فيفري الماضي ، وقال بسيس"محسن مرزوق يعيش فترة إضطراب سياسي بغض النظر عن شخصه ويمكن ندم لمغادرته نداء تونس وفهم أنه خسر". وأضاف بسيس بالقول: يكون على رأس حزب صغير فشل في الإقلاع سياسيا يجعله في وضعية توتر وتخبط وكان لديه فرصة لانه كان على رأس حزب كبير وكان يعتقد ان هذا الحزب بعد مغادرته سيموت لكن حزب نداء تونس مازال موجودا، قويا، حيا، واقف على ساقيه وسيكون الحزب الذي يراهن عليه التونسيين في بقية المحطات الإنتخابية. ليرد مرزوق " بأن بسيس كان ماسح احذية الطرابلسية و اليوم يمسح احذية حافظ قايد السبسي وان وجود امثاله يلوث المشهد السياسي و ينفر الناس من السياسة . ومن المنتظر أن يمثل الأمين العام لحركة مشروع تونس غدا الإثنين 19 مارس 2018 أمام قاضي التحقيق بالقطب القضائي المالي بصفته شاهدا في ما عُرف ب"قضية التجسّس" حسب ما أكّده مرزوق خلال اجتماع شعبيّ بحزبه . يذكر أن الناطق الرسمي بإسم المحكمة الابتدائية بتونس والقطب القضائي لمكافحة الإرهاب سفيان السليطي كان قد أعلن أن قاضي التحقيق بالقطب القضائي المالي وجّه استدعاءات لكل من محسن مرزوق الأمين العام لحركة مشروع تونس وبوعلي المباركي الأمين العام المساعد بالاتحاد العام التونسي للشغل وعزيز كريشان المستشار السابق برئاسة الجمهورية في عهد الرئيس المؤقت المنصف المرزوقي ورجل الأعمال خليفة عاطون.