بعد أشهر من غيابه "الغامض"، و بعد تهربهُ من اجتماعات حزبه و تقديم استقالته دون تقديم أجوبة شافية و ضافية، يظهرُ سليم الرياحي في مكتب الامين العام لاتحاد الشغل نور الدين الطبوبي ، الظهور المفاجئ للسياسي "المفقود" سليم الرياحي ، أثار جملة من التأويلات ، لعل أبرزها تهيئة المناخ للإعلان عن ترشحه للرئاسيات . و بحسب مراقبين فإنّ الغياب و الظهور المفاجئ لسليم الرياحي ، لم يمكن اعتباطيا بل كان مدروسا و ينضوي ضمن خطة الصعود الى الرئاسيات ، فالرياحي و بأفكاره الفذة يعمل على التهيئة المناخ الذي يمهد طريقه نحو "الرئاسيات 2019" ، طموح الرياحي للرئاسيات حسب ذات المراقبين جعله يتخلّى عن حزبه بأبخس الأثمان ليعبد طريقه و يُحقّق طموحاته المستعجلة ، كلّفه ذلك ما كلّفه . و يعزو مراقبون سبب استقالة الرئيس السابق لاتحاد الوطني الحر الى ميل هذا الاخير للمناورات السياسية و التكتيك الكيدي ، فسليم رياحي عودنا منذ دخوله الى عالم السياسة ببرامجه الاستباقية و التي يطغو عليها في الغالب "الكيد" و " الحيلة". و بعد غياب دام أكثر من أربعة أشهر ، ظهر الرئيس السابق للاتحاد الوطني الحر سليم الرياحي، يوم السبت 31 مارس ، بمقر المنظمة الشغيلة ، في مقابلة مع الامين العام لاتحاد الشغل نورد الدين الطبوبي . وقال سليم الرياحي في تدوينة نشرها يوم أمس الأحد على صفحته الرسمية بموقع "فايسبوك" "إن اللقاء دار حول آخر المستجدات في الساحة الوطنية وحول هموم التونسي وشواغله وانتظاراته". وأضاف "وكالعادة، فإن روح المسؤولية والوعي الوطني الكبير والإلتزام الذي طالما تحلَّت به منظمة العمّال تكون دائما في الموعد حتى في أحلك الظروف وأدقّها، وهو أمر يستحق التنويه به وتقديره". وأشار الرياحي إلى أنه بيّن للطبوبي "إستياءه الشديد من حملات شيطنة الإتحاد في وقت تحتاج فيه تونس الى تجميع كل أبنائها حولها وحول تصوّر وطني كبير وتوافق للفترة القادمة اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا" متابعا "هذا الهدف السامي لا يتحقق الا بتجنُّب حملات التشويه وتعليق الأخطاء على شماعات الآخرين". ويُعد ظهور سليم الرياحي الأول من نوعه منذ اعلان استقالته من رئاسة حزب الإتحاد الوطني الحر منذ ديسمبر 2017 . ورغم أن اجتماعات المكتب السياسي للوطني الحر لم تعقد منذ استقالة الرياحي فقد أكدت مصادر مطلعة من الحزب ل"الشارع المغاربي" أن عودة الرياحي الى الحزب وشيكة وأنها قد تتم خلال الاسبوع القادم. و يرى خبراء في الشأن العام ان استقالة الرياحي من حزبه تبدو الى حد الان مجرد مناورة حزبية و سياسية ذات ابعاد مختلفة ، من بينها التحضير المسبق للترشح لرئاسيات 2019 ، التي لم يعد يفصلنا عنها إلأّ القليل . يذكر أن رئيس حزب الاتحاد الوطني الحر سليم الرياحي أعلن في بلاغ صدر يوم الخميس 28 نوفمبر عن تكليف نائبته سميرة الشواشي بمهام رئيس للحزب الى حين عقد المؤتمر الوطني للحزب. وقد أعلن رئيس حزب الاتحاد الوطني الحر سليم الرياحي عن استقالته من رئاسة الحزب دون أن يكشف عن الأسباب التي دفعته إلى اتخاذ هذا القرار ، استقالة الرياحي من حزبه تسببت في خروج حزبه من الاستحقاق البلدي ، في المقابل من المنتظر ان يعلن الرياحي عن ترشحه للانتخابات الرئاسية ، ما يعني ان الرياحي تخلص من حمْل "حزبه" ليحقق طموحاته الرئاسية دون عرقلة ، وهو ما يكشف عن عقلية القيادات السياسية في تونس التي تستعد لتقديم أحزابها "كقرابين" لتحقيق مآربها الشخصية .