قبل سنة على موعد الانتخابات التشريعية والرئاسية القادمة 2019 بدأت الحسابات الانتخابية والحملات المبكرة تُسيّر المشهد لما في ذلك المشهد البرلماني التي بات يطفو على رمال متحركة تنقسم فيها كُتل وتولد أخرى ..حركية توازي التحولات السياسية في تونس ,تحوّلات تنشأ في مؤسسات الأحزاب وتمتد الى كواليس البرلمان. وألقت الاستقالات بظلالها في مجلس النواب واستفحلت في قواعد الكتل البرلمانية و تنامت وتيرة التحركات و الإنتقالات،تغييرات جوهرية عرفها البرلمان في الفترة الاخيرة تُوحي بإعادة تشكل كتل برلمانية على حساب اندثار أخرى مخلفة وراءها مشهدا هلامي قابل للتغير و التحول في أي وقت في ظل تأكيد المحللين السياسيين على ضرورة القطع مع الارتباك وتجاوز حالة التشتت التي تشكو منها اغلب مؤسسات الدولة وأهم الأحزاب السياسية. و يرى مراقبون أن استقرار المشهد البرلماني أو تغيره يبقى رهين الحركة التي يشهدها المشهد السياسي عموما فما البرلمان الا مساحة مصغّرة تعكس التحولات السياسية في تونس ,لكن التغيّرات داخل هذه المساحة لها أثر كبير خاصة في علاقة بتجميع الاصوات في المصادقة والتصويت أو في الطعن والإسقاط . و يرى المحلل السياسي و الديبلوماسي السابق عبد الله العبدي في تصريح "للشاهد" ، أنّه و باستثناء الحركة النهضة التي تدار بطريقة مركزية منسجمة ، فإن أغلب الكتل البرلمانية عرفت حراكا في مشهد يذكرنا بالاحزاء التي سبقت انتخابات (2014) و التي اتّفق على تسميتها "السياحة الحزبية" ، و بحسب محدثنا عبد الله العبيدي ، فإنّ النواب في خضم هذا الحراك لا يبحثون عن عائلات فكرية تُمثّل توجهاتهم بقدر ما يبحثون عن جهة تضمن لهم "البقاء" و "الاستمرارية" ، فمحركهم الأساسي في تنقلاتهم هو فقط مصالحهم . انهيار "كتلة افاق تونس" انهارت، يوم الثلاثاء 3 أفريل ، كتلة حزب "آفاق تونس"، التي يترأسها ياسين إبراهيم، بعد استقالة النائب علي بنور من صفوفه، لينخفض عدد أعضائها إلى 6 نواب، وبالتالي سيتم الإعلان عن حلها بشكل رسمي، وستفقد المناصب والمسؤوليات التي حصلت عليها في لجان ومكتب المجلس. وأعلن علي بنور، تقديم استقالته من كتلة "آفاق تونس" البرلمانية ومن كافة هياكل الحزب، بعد أسبوع من استقالة النائبة هاجر بالشيخ أحمد لأسباب مشابهة. وقال بنور وبالشيخ، في تصريح صحفي، إنهما "استقالا بسبب مواصلة رئيس الحزب ياسين إبراهيم التفرد بالرأي وإقصاء كل من ليس موالياً له، بالرغم من محاولات ضخ دماء جديدة في الحزب والعودة إلى العمل المشترك بعيداً عن الانقسامات والتجاذبات السياسية، وفق تعبيرهما. ميلاد كتلة "الولاء للوطن" اودع في مارس الماضي ، 7 نواب مستقلين مطلبا لانشاء كتلة جديدة تحت تسمية كتلة «الولاء للوطن» و يترأس هذه الكتلة رياض جعيدان (مستقيل حديثا من كتلة افاق تونس والتونسيين بالخارج ) ،كما تضمّ كل من نذير بن عمو و أنور العذار، و نور الدين بن عاشور ،و توفيق الجملي . وبيّن النواب المشكلين لكتلة "الولاء للوطن" أنهم يبحثون من خلال هذه الخطوة "عن النجاعة الفنية لعملهم ويسعون الى توجيه رسالة طمئنة الى التونسيين الذين سئموا و ملوا من آداء الاحزاب ومن سياسة التوافق المتبعة من قبل هذه الاحزاب " و قال النائب نذير بن عمو في هذا السياق "لابدّ من وجود صوت آخر ووجه آخر لممارسة السياسة داخل الكتلة البرلمانية ولكن خارج الاحزاب". ولاحظ بن عمو ان هذه الكتلة والتي ستكون الكتلة رقم 9 ،"ستكون كتلة فنية وليست سياسية " بعد ان لاحظ النواب المكونين لها "تهميشا لدور النائب المستقل و عدم تمتيعه بنفس حقوق النائب المنتمي لكتلة برلمانية" مضيفا انهم اختاروا اسم "الولاء للوطن" لكتلتهم ،لانه يمثل "جزءا من القسم الذي يؤديه النائب ومفاده الا يكون ولاؤه الا لتونس تقهقر كتلة "الاتحاد الوطني" منذ استقالة رئيس حزبها ، تشهد كتلة "الاتحاد الوطني" تململا سياسيا غير مسبوق، فجزء منها معارض للحكومة وآخر مساند لها، وهناك جزء ثالث يكاد ينصهر في كتلة حزب "نداء تونس".