تضافر تونس الجهود لخلق ثورة رقمية منقطعة النظير تشرف عليها وزارة تكنولوجيات الاتصال والاقتصاد الرقمي ، وتعمل تونس جاهدة لتطوير مردوديتها في مجالات الابتكار الرقمي من خلال بعث مبادرات جديدة ومستحدثة من شأنها أن تقلب الموزاين في هذا المجال. وفي خضم هذا الشأن ، قال وزير تكنولوجيات الاتصال والاقتصاد الرقمي، أنور معروف، إن التونسيين قادرون على إطلاق منصات بحجم "فيسبوك" و"سكايب"، وجاء ذلك في سياق المصادقة على مشروع الشركات الناشئة الجديد، وتجارب سابقة في المنطقة لمشاريع تهدف لمنافسة المنصات الشهيرة. وقال معروف في تصريحات اعلامية "أدعو التونسيين المبدعين في الخارج إلى العودة إلى تونس لأن بلادكم أصبحت أرضاً قابلة للإبداع ورعاية الإبداع، نحن قادرون على إنشاء وبعث مؤسسات كبرى على غرار فيسبوك وسكايب، والدول التي أنشأت مثل هذه المؤسسات ليست أفضل منا، نحن نطمح للرفع من مشاركة الاقتصاد الرقمي في الاقتصاد الوطني". ويأتي هذا التصريح عقب مصادقة البرلمان الإثنين، بأغلبية 110 أصوات، على مشروع قانون المؤسسات الناشئة، والذي يهدف إلى الحد من هجرة الأدمغة وبعث أمل في الشباب التونسي المحبط بسبب البطالة. وكان كاتب الدولة للاقتصاد الرقمي الحبيب الدبابي، قد أكد مؤخرا ، أن تونس تمكنت منذ أوت 2016، من تعبئة اعتمادات بقيمة 200 مليون دينار لدعم البنى التحتية التكنولوجية في البلاد وهو ما سيحسن مناخ الأعمال للمؤسسات الناشئة والشركات العاملة في قطاع تكنولوجيات المعلومات والاتصال المتمركزة في مختلف انحاء البلاد. وقال الدبابي خلال ندوة حول "الشراكة، عماد التجديد والنهوض بتكنولوجيات المعلومات والاتصال"، الملتئمة بقمرت، يوم الأحد، في اطار الاجتماعات السنوية للبنك الاسلامي للتنمية (1 – 5 افريل 2018 بتونس)، إن تونس تحرص على الاستفادة من هذا التحدي التكنولوجي الجديد بهدف التوصل الى النجاح في دفع الانتعاشة الاقتصادية وذلك عبر تعبئة كل الوسائل الضرورية. وبين في هذا الاطار، ان مشروع قانون المؤسسات الناشئة، هو مكون من مكونات الاستراتيجية الوطنية الطوعية للمؤسسات الناشئة "ستارت اب تونيزيا"، والرامي الى جعل تونس قبلة في مجال التكنولوجي لكل المستثمرين من مختلف انحاء العالم. وأضاف "قمنا بالتوازاي، بعقد جلسات تفكير لاعداد المجلة الرقمية، التي ستقدم مسودتها الاولى مع نهاية هذا الاسبوع، الى مختلف الاطراف المعنية ومنها المجتمع المدني" موضحا ان هذه المجلة ستكون جاهزة قبل موفى السنة الجارية، متحدثا عن المكون الثالث الرئيسي للنجاح في التحول الى الاقتصاد الرقني، ألا وهو تاطير المواهب الناشئة ومواكبتها وحتى مساعدتها على انجاز مشاريعها والنجاح فيها وتامين ديمومتها. واثار في هذا الصدد، حتمية تشريك القطاع المالي في هذه المقاربة واقناع المسؤولين عنه، من اجل مساندة اصحاب افكار المشاريع من خلال توفير الوسائل المالية الضرورية لاطلاق مشاريعهم، مجددا التاكيد على ان هذا الصنف من الاستثمار، ذو مردودية هامة اليوم. وأشاد المدير العام للمؤسسة التونسية الناشئة "داتافورا"، الهادي الزهار، بقطاع التجارة الالكترونية، الذي يسجل نموا قويا على الصعيد العالمي باكثر من 10 بالمائة خلال السنوات الخمس الاخيرة، وهو يمثل اليوم، رقم معاملات يفوق 2700 مليار دينار، مشددا على ان "التجديد يعد عاملا ييسر المساواة في الحظوظ بين البلدان الاكثر تقدما وتلك الاقل تقدما، لا سيما وان هذا النشاط يتطلب استثمارات ادنى بكثير من قطاعات اخرى على غرار الصناعة او السياحة، كما ان ارباحه اهم بكثير". ويأتي ذلك أسابيعا قليلة بعد إعلان مجلة بلومبرغ الأمريكية عن تصدر تونس قائمة البلدان العربية و الإفريقية في مجال الإبتكار وفق مؤشر بلومبرغ للابتكار لسنة 2018 ، مع العلم أنها قد تصدرت المركز الأول عربيا وافريقيا في هذا المؤشر لسنة 2017 أيضا. و وفق ما جاء في الموقع الالكتروني للمجلة الأمريكية بلومبرغ، فإنّ تونس احتلت المرتبة الأولى عربيا وافريقيا والمرتبة 43 عالميا في مجال الابتكار لسنة 2018 ب49،83 نقطة. وقد تقدمت تونس بمرتبتين في هذا التصنيف مقارنة بالسنة الماضية حيث كانت تحتل المرتبة 45. ويتمحور هذا المؤشر الذي يقيس تأثير الابتكار على اقتصاد كل بلد، حول 7 معايير أساسيَّة، وهي: البحث والتطوير، والقيمة المضافة للصناعة التحويلية، والإنتاجية، وكثافة التكنولوجيا العالية، وفعالية القطاع الثالث، وتركيز الباحثين وعدد براءات الاختراع. و وفق المدير التنفيذي لبرنامج "تونس الذكية" التابع لوزارة تكنولوجيات الاتصال والاقتصاد الرقمي الياس الجريبي ، فإن من أهم أسباب حصول تونس على المركز الأول عربيا بمجال الابتكار هو "تمتعها بموارد بشرية هامة وذلك بفضل استثمار الدولة بعد الاستقلال في التعليم والصحة" ، فضلا عن تمتع تونس ببنية تحتية مهمة تضم أكثر من ثلاثة آلاف شركة أجنبية "أغلبها تعتمد على تكنولوجيات متطورة يتحكم فيها مهندسون تونسيون أصبحت لهم خبرة عالية في هذا المجال". كما لفت المسؤول الى ان هناك توجها حكوميا في إطار برنامج "تونس الذكية" الذي انطلق فعليا عام 2015 لجعل تونس قطبا إقليميا في قطاع التكنولوجيا لتصدير الخدمات إلى أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط، وأكد أن الهدف من البرنامج هو تهيئة الأرضية وجذب الاستثمار لتشغيل خمسين ألف شاب….