جدل كبير تصدر الواجهة خلال اليومين الماضيين بعد تداول تصريح صادر عن مدير معرض الكتاب الدولي بالكرم شكري المبخوت يهدد فيه بإغلاق الأجنحة التي تعرض كتبا دينية ، معتبرا أنها "متطرفة" ، مما خلق ضجة واسعة على منصات التواصل الاجتماعي وفي المواقع الاعلامية . وكان المبخوت قد أكد أنه سيكون بالمرصاد لكل محاولة «تسريب أي محتوى يحرض على التطرف طبقاً للقانون»، مضيفاً: «معرض تونس حداثي ومدني وملتزم بقيم الدستور التونسي واذا تم تسريب كتب فنحن بالمرصاد لغلق الجناح برمته". وقد اثارت تصريحات مدير المعرض انتقادات واسعة من قبل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي و اتهموه بممارسة :التطرف الحداثي" عبر إقصاء الرأي المخالف . و في تعليقه على ذلك، كتب القاضي أحمد الرحموني تحت عنوان «عرض تونس حداثي ...ونحن بالمرصاد!»: «تملّكني الفزع وأنا استمع للاستاذ شكري المبخوت (الذي قرأت له رواية الطلياني) وهو يصيح بحدة غير مبررة : معرض تونس حداثي ومدني وملتزم بقيم الدستور التونسي وإذا تم تسريب كتب فنحن بالمرصاد لغلق الجناح برمته!». وأضاف: «لا نناقشه في أن يكون حداثيا ومدنيا وملتزما بالدستور أو أن يكون ما يريد ! لكن نسأله: متى كان المثقفون يتحدثون هكذا ؟ ومن أدراك أن كتابا حداثيا ربما يميل الى التطرف أو أن كتابا تراه «متطرفا» ربما «يغرق» في الحداثة! أشباه هؤلاء هم الذين «يفلسفون» لنا الاستبداد تحت مظلة «مكافحة التطرف» ويرهبون الناس بعجرفتهم «الايديولوجية « وإذا تولوا المناصب يقتلوننا بلغتهم الخشبية». ومن جانبه ، علق الناشط كريم بولعابي مخاطباً المبخوت: «هل سنعود لعصر كانت فيه الديوانة والشرطة تصادر كتب الفقه الإسلامي والنظريات الماركسية وغيرها من الكتب التي تنادي بحقوق الإنسان». في المقابل، نشر أحد مستخدمي الفايسبوك على حسابه فيديو كشف من خلاله عن وجود كتاب في جناح سوري موجه للأطفال يحمل عنوان "اللهم ارزقني الشهادة"،يحرّض على ويدعو إلى العنف والقتل ويتضمّن محتوى صادم غير مناسب للأطفال. وطالب ناشر الفيديو، الذي حاز على أكثر من 17 ألف مشاهدة على فيسبوك، بسحبه بشكل فوري. وأكّد مدير الدورة 34 لمعرض تونس الدولي للكتاب شكري المبخوت في تصريح لموزاييك، أنّ عددا من زوار المعرض نبّهوا ادارة المهرجان بشأن هذا الكتاب ومحتواه، مؤكدا سحب العنوان من المعرض، في انتظار اتخاذ الإجراءات القانونية ضدّ دار النشر. وأوضح المبخوت أنّ هذا العنوان لم يكن ضمن قائمة الكتب التي أرسلتها دار النشر للمشاركة بها في المعرض. واكد انه يعول على الدور الرقابي لزوار المعرض ايضا، مشيرا في المقابل الى انه بات ممزقا بين من يصفونه بالمتطرف الحداثي الذي يقصي الاخر، وبين من يتهمه بالتقصير في دوره الرقابي بعد الفيديو المتداول.