أمام مواصلتها السير على درب استكمال المسار الديمقراطي وإصرارها على إنجاحه، ما فتئت التجربة التونسية يُضرب بها المثل واعتُبرت منارة المنطقة العربية لِما أحرزته من خطوات ناجحة في الانتقال بتجربتها الديمقراطية إلى برّ الأمان، وعلى مدار السبع سنوات التي عقبت ثورة الحرية والكرامة ، حققت تونس العديد من الانجازات التي لقيت إعجابا واهتماما كبيرا على صعيد عالمي ؛ على غرار خطّها لدستور وطني توافقي، حصولها على جائزة نوبل للسلام، التداول السلمي والشرعي على السلطة، … وغيرها من المحطات الناجحة التي عايشتها تونس خلال السنوات الأخيرة وجعلت منها النموذج الديمقراطي الناجح في بلدان الربيع العربي ومكنتها من تصدر الدول العربية في مؤشر الديمقراطية.. ولعل تمكن تونس من إنجاح أربع محطات انتخابية واستعدادها لإنجاح المحطة الانتخابية الخامسة، هو خير دليل على سير البلاد على السكّة الصحيحة لمسارها الديمقراطي . انتخابات يجمع جل المتابعين والمحللين على أنها سوف تحدد وجهة تونس، وكذلك محيطها الإقليمي والعربي. ويولي الاتحاد الأوروبي اهتماما استثنائيا بالانتخابات البلدية التي ترتقب تونس إجراءها في 6 ماي القادم للمرة الأولى بعد سبع سنوات من ثورة 2011 . وفي خضم هذا الشأن، شددت المستشارة السياسية للاتحاد الأوروبي بتونس كاترينا ليوغال، على أهمية دور المجتمع المدني في إنجاح مسار الانتقال الديمقراطي وفي "إنجاح أحد أبرز حظائر العمل المطروحة على تونس وهي حظيرة تجسيم اللامركزية". واعتبرت أن "موعد 6 ماي لتنظيم الانتخابات المحلية هو ثورة ثانية في تونس". وأوضحت ليوغال أن الاتحاد الأوروبي نادرا ما يشكل فريقا من الملاحظين لمتابعة الانتخابات المحلية بمنطقة ما، لافتة إلى أن "تشكيل هذا الفريق بالنسبة للانتخابات البلدية في تونس يترجم الالتزام المتواصل للاتحاد الأوروبي بمساندة المسار الانتخابي في تونس ومعاضدة مسارها الديمقراطي". وكانت بعثة الاتحاد الأوروبي بتونس قد أعلنت عن نشر فريق من الملاحظين لمراقبة مراحل الانتخابات المحلية، وهي الأولى منذ بدء الانتقال السياسي في البلاد عام 2011. وقالت بعثة الاتحاد في بيان لها إن مراقبة الانتخابات المحلية تأتي بدعوة من الهيئة العليا المستقلة للانتخابات والحكومة التونسية، وهي البعثة الثالثة التي تصل إلى تونس منذ عام 2011. ويضم فريق الملاحظين الذي يرأسه العضو في البرلمان الأوروبي ماسيمو كاستالدو، 28 ملاحظا في البداية وسيلتحق بهم 28 آخرون في مطلع ماي. وسيشمل نطاق عملهم ال24 محافظة بكامل أنحاء الجمهورية. وخلال يوم الاقتراع، ستعزز البعثة بوفد من البرلمان الأوروبي ودبلوماسيين أوروبيين من الذين يباشرون مهامهم في تونس. جدير بالذكر، أن رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي قام الأسبوع الفارط بزيارة لبروكسل حيث التقى الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، فيديريكا موغيريني، التي أكدت دعم الاتحاد لمسار الانتقال الديمقراطي في تونس. كما عبرت موغيريني عن تمنياتها لتونس بالنجاح في تنظيم الانتخابات المحلية المزمع تنظيمها بعد أسابيع وأكدت أن الاتحاد الأوروبي يثمن هذه الخطوة المهمة في المسار الانتقالي.