بعد سويعات من إنعقاد مكتبه التنفيذي بشكل عاجل السبت المنقضي أعلن الاتحاد العام التونسي للشغل عبر صفحته الرسمية على شبكة التواصل الإجتماعي عن انعقاد هيئة إدارية وطنية عاجلة الإثنين 23 أفريل 2018 حول أزمة التعليم الثانوي والوضع العام بالبلاد برئاسة الأمين العام للمنظمة نور الدين الطبوبي وذلك بعد أيّام قليلة من دخول الأزمة بين نقابة التعليم الثانوي ووزارة التربية منعرجا خطيرا أكدته التصريحات الأخيرة لكل من وزير التربية حاتم بن سالم ورئيس الحكومة يوسف الشاهد وبعد مقاطعة معلنة للدروس من طرف الأساتذة. زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي، أكّد الأحد 22 أفريل 2018، أن النهضة تلعب دور الوساطة في أزمة التعليم الثانوي بهدف التوصل الى حوار بين الطرفين الحكومي والنقابي، معتبرا أن المطالبة بتغيير الحكومة "ليس جريمة" وبأنه يرى فيها "أمرا إيجابيا يكمن في أن التغيير بتونس يتم برفع الأصابع وليس برفع الأسلحة". ودعا الغنوشي أساتذة التعليم الإعدادي والثانوي وكافة الأطراف المتدخلة الى إنهاء ما أسماه ب"حالة العطالة في المؤسسات التربوية الاعدادية والثانوية"، لافتا الى ان لقرار "تعليق الدروس مخاطر تهدد المنظومة التعليمية" التي وصفها ب"المصعد الذي تُبنى عبره الأمم وتتقدم الدول" نافيا في هذا الصدد، أن تكون حركة النهضة طرفا في الصراع القائم بين الجامعة العامة للتعليم الثانوي والحكومة، ومُعربا عن ثقته في أن المساعي التي تقوم بها الحركة وبقية الأطراف ستتوصل إلى حل لهذه الأزمة بما يمكن من استئناف الدروس وإنقاذ السنة الدراسية. على عكس ما صرّح به الغنوشي اعتبر الأمين العام لحركة مشروع تونس محسن مرزوق، أن الحكومة لا تريد حل أزمة التعليم بقدر ما تريد إضعاف اتحاد الشغل بتأليب الرأي العام ضده وتابع في تدوينة نشرها على صفحته الرسمية بشبكة التواصل الإجتماعي فايسبوك، أنه يجب العمل على إيجاد حل يعيد الدروس والاعداد ويحمي مصالح المربين . في الوقت الذي تستمر فيه الأزمة بتزايد الخطوات التصعيديّة دعت الجمعية التّونسية للأولياء والتّلاميذ رئيس الجمهورية إلى التدّخل العاجل لاعادة التلاميذ إلى مدارسهم انطلاقا من بداية الأسبوع المقبل. واعتبرت الجمعية في بيان لها، أن الحلّ يمرّ حتما عبر تقريب وجهات النّظر والانطلاق الفوري في حوار مسؤول وبدون شروط مسبقة وتغليب مصلحة التّلميذ والمصلحة الوطنية قبل كل شيء. شبح السنة البيضاء بات يخيّم بشكل جدّي على مستقبل الآلاف من التلاميذ الذين باتوا الضحية الأبرز لواحدة من أكبر الأزمات في تاريخ البلاد بين الطرفين النقابي والحكومي إنطلقت قبل سنتين وتم التوصل إلى حلول جزئية خلال السنة الماضية في حين لا يزال كل شيء معلقا بالنسبة للسنة الجارية، وضع قالت نقابة الثانوي أنه يمكن أن يتم تجاوزه مقترحة الشروع في تقديم الأعداد نهاية الأسبوع الجاري ومواصلة العمل خلال العطلة القادمة في صورة التوصّل إلى حلول بما يمكّن من إنجاح السنة الدراسية.