جدل واسع أثارته تصريحات السفير الفرنسي بتونس أوليفيي بوافر دارفور الأخيرة ، إثر جلسة العمل، المنعقدة، الجمعة، بدار الضيافة بقرطاج، والتي جمعت رئيس الحكومة يوسف الشاهد بسفراء مجموعة الدول السبع الكبار المعتمدين بتونس وسفير الاتحاد الأوروبي باتريس برغاميني. وكان سفير فرنسابتونس قد ثمن المؤشرات الإيجابية المسجّلة لا سيما على الصّعيد الاقتصادي، مؤكّدا أنّها مطمئنة، ومحفّزة على عودة النمو والإستثمار. وقال السّفير الفرنسي بتونس: "ثقتنا بالغة في هذه الحكومة لقيادة وإنجاح مجمل الإصلاحات التي وضعتها، بما يجعل من تونس نموذجا مثاليا يحتذى في المنطقة، وفرنسا ستبقى داعما دائما لتونس". تصريحات السفير الفرنسي أثارت حفيظة الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نورالدين الطبوبي الذي هاجمه، السبت، قائلا إنه "من دون حياء وما زال يعتبر نفسه مقيما عاما في تونس". واعتبر الطبوبي، على هامش مؤتمر نقابي للاتحاد الجهوي للشغل لولاية منوبة، تصريحات السفير الفرنسي تدخلا سافرا في الشأن التونسي واستباحته سيادة البلاد عبر تقييمه أداء الحكومة وتمجيده لها إثر اجتماع سفراء الدول الكبرى مع رئيس الحكومة يوسف الشاهد أمس الجمعة. ولفت زعيم المركزية النقابية الى أن سفراء تونس في الخارج "يلتزمون بالنواميس والأعراف الدبلوماسية في تنقلاتهم وتحركاتهم ولقاءاتهم، ولكن سفير فرنسا تجاوز الحدود"، على حد تعبيره. وأكد نورالدين الطبوبي أنه لا يحق لسفير فرنسا تقييم أداء الحكومة وتمجيدها، معتبرا هذه التصريحات "وصمة عار"، على حد تعبيره. و لطالما أثارت التحركات المكثفة التي يقوم بها السفير الفرنسي في تونس أوليفيي بوافر دارفور جدلا وضجة كبيرين في صفوف التونسيين الذين اعتبروها "تدخلا مشطا" في الشؤون الداخلية للبلاد .. فضلا عن ذلك خلقت تصريحات السفير الفرنسي المثيرة للجدل ، في أكثر من مناسبة، موجة من الغضب خاصة في مواقع التواصل الإجتماعي ، لعل أبرزها زيارته لمقر الهيئة العليا المستقلة للإنتخابات قبل الإستحقاق الإنتخابي البلدي بأسابيع قليلة وحضوره في اجتماع مع المكتب التنفيذي للهيئة. وهو ما أثار حفيظة التونسيين الذين استنكروا ذلك واعتبروا تصرفه تعدّي لصلوحياته معتبرين انه يتصرف وكأنه في مستعمرته . وجاء ذلك رغم تأكيد رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي مؤخرا على ضرورة ان يتقيد سفراء الدول الأجنبية بمهامهم في تونس والا يتدخلوا في الشأن الداخلي للبلاد بعد الجدل الذي اثاره أوليفيي ، إلا أن هذا الأخير لم يتقيد بتعليمات السبسي وتجاهلها مواصلا صولاته وجولاته الاستعراضية في البلاد.