انتظر اغلب التونسيين مسلسل علي شورب بإعتبار ان العمل قد يفاجئ الكل و يقدم جردا للحالة الإجتماعية و عمقا لم نكن لنرصده, تدور حوله شخصية شورب. ليكون هو فقط مجرد رابط لحقبة مهمة من تاريخ تونس يلتقي فيها الثقافي بالملبوس و المنطوق و الاقتصادي و السياسي .فترة التحولات الكبرى ما قبل الاستقلال و ما بعده و التأسيس للدولة الوطنية الحلم الذي تحول كابوسا فيما بعد . الا انه بعد الحلقة الاولى من المسلسل التي بثت في اول يوم من ايام شهر رمضان على قناة التاسعة،بطولة الممثل التونسي "لطفي العبدلي" هنالك من اعتبر العمل هزيل مضمونا و شكلا ,ظل وفيا للتوجه التونسي العام الرديء و كان شورب هو نقطة البداية و النهاية و المحيط بجميع تمثلاته التي ذكرتها مجرد هامش والتركيز على العنف و منطوقه لن يقدم إضافة باعتبار ان ننتعامل معه كما هو في اليومي . كما اعتبر الناقدون ان مسلسل علي شورب لن يقدم الكثير باعتبار لم يخرج من ثقافة "البوز" التي ارتكزت عليها اغلب الاعمال السابقة و يسوق لها التلفزيون ليتحول اصحابها ابطال ازمنتهم مثل ما فعل مسلسل اولاد مفيدة و تأثيره على المجتمع وتركز النقاش على مواقع التواصل حول سرّ اختيار شخصية صعلوك تونسي وفتوة في أحد أحياء العاصمة التونسية في سنوات الخمسين ليكون محوراً لعمل درامي، في حين تمّ تغييب عدد من العلماء والمناضلين الحقيقيين الذين كانوا أجدر بأن يتم إنتاج أعمال درامية تخلد مسيرتهم. وعبر الباحث سامي براهم عن استيائه من المسلسل واعتبره تحريف للتاريخ قائلا:"اما اذا كان الكتاب او الفيلم عن حياة علي شورب سينقلب الى الضد فيصور هذا المنحرف في قالب انسان شريف يحترم غيره ويناضل ضد الاستعمار وله صفات اكثر ايجابية من رجال ضحوا بحياتهم من اجل هذا الوطن ونسيتهم الايام او تناستهم الظروف ولم يعد يذكر قيمتهم النضالية احد فهذا امر يجب التصدي له وفضح غاياته ومراميه حتى لا تنتشر هذه الظاهرة السلبية فتطغى على القيم الاصيلة في اعطاء كل ذي حق حقه والاعتراف بقيمة الرجال على ضوء ما قدموه من اعمال جليلة لمجتمعهم ووطنهم وللانسانية عموما" اما الاعلامي باسل ترجمان شدد على ان مسلسل علي شورب يعكس احلام العودة للبحث عن حماية مجتمعية من العرش والباندي مع تهري قيمة الدولة والاستعداد لدفع المقابل في المقابل اعتبر الكاتب والإعلامي هادي يحمد العمل تشجيعاً ضمنياً على ثقافة العنف والفتوة في بلد مثل تونس يشهد ارتفاعاً لمنسوب العنف وتداول بعض الناشطين نصاً يعرف بعلي شورب الذي تدور حوله القصة، مؤكدين على استغرابهم من اختيار هذه الشخصية حيث كتبوا "قناة التاسعة وفي سعيها الحثيث لهدم الأخلاق الحميدة وما تبقى من قيم لدى الناشئة والشباب، عمدت إلى إنتاج مسلسل تليفزيوني ستبثه في ليالي رمضان الكريم، يحمل عنوان "شورب" والذي يصور ذلك المجرم الشاذ المنحرف، على أنه مناضل وطني وبطل شعبي تم ممارسة التعتيم المتعمد عليه من قبل نظام بورقيبة". اما على المستوى الفني و التقني يعتبر الانتاج محترما من ناحية الاضاءة و المونتاج ويتصف الاخراج بحرفية عالية