مع حلول العيد يتزايد الإقبال في تونس على الألعاب بكلّ أنواعها ، و غالباً ما يلجأ المواطنون إلى الأسواق الموازية التي تباع فيها الألعاب بأرخص الأسعار. وفي العيد، غالباً ما تباع الألعاب البلاستيكية التي على شكل أسلحة والمفرقعات، علماً أن القانون يمنع استيرادها وتوزيعها. مع ذلك، تجدها في غالبية الأسواق ، و تجد جلّ الأطفال يقبلون عليها .. و على الرغم من التحذيرات المستمرّة من مصالح الصحة، وتسجيل مئات الإصابات سنوياً بسببها ، فإن مبيعات هذه الأصناف الخطيرة من الألعاب في ارتفاع مستمر و الطلب عليها في تزايد . و للإشارة فقد حذّرت وزارة الصحة الأولياء ، في بلاغ نشرته بمناسبة عيد الفطر، من اقتناء أنواع و أصناف العديد اللعب التي يتم عرضها بالأسواق ؛ و خاصة الالعاب غير المنظمة للعب والشبيهة بالأسلحة النارية والقاذفة لكوريرات أو نبيلات او للسوائل ولمصوبات الليزرية ولمتفجرات نوع ‘فوشيك' . و أضافت أن هذه اللعب من شأنها أن تتسبب في حوادث خطيرة وأضرار جسيمة. كما أكدت وزارة الصحة ضرورة اقتناء اللعب من نقاط البيع المنظمة وذلك حفاظا على سلامتهم. و يسجّل سنويا عدد من الإصابات متفاوتة الخطورة بسبب الألعاب المفرقعة و الخطيرة التي يقتنيها الأطفال في العيد ، و تتراوح الإصابات بين جروح و حروق و تشوهات جلدية و حتى فقدان البصر ، على غرار ما حدث للطفل محمد سيف المولهي سنة 2014 الذي أصيب في عينه اليمنى بسبب أحد المسدسات التي تباع في العيد، وتطلق كرات بلاستيكية صغيرة ، و أجرى عملية جراحية لها لكنّه فقد البصر. في هذا الإطار، قالت طبيبة العيون أحلام فرحات في تصريح سابق إنه سنوياً، يأتي إليها كثيرون، تحديداً في أيام العيد، جراء إصابتهم ب "الفوشيك"، أو المسدسات البلاستيكية. كما لفتت إلى أنها في العيد، تستقبل حوالي خمس حالات يومياً، مضيفة أن "خطورة الإصابات تتفاوت، لكنها تصل في بعض الحالات إلى حدّ فقدان البصر". تضيف أن الإصابات المسجلة بسبب الألعاب النارية لا تؤثر على العين فقط، بل تسبب حروقاً على مستوى الوجه واليدين. وقد سجّلت إصابات لدى بعض الكبار أيضاً، الذين أصيبوا بطلقات أثناء لعب الأطفال. ويشير مدير الوكالة الوطنية للرقابة الصحية والبيئية للمنتجات حمادي دخيل إلى أنّ "الأطفال يستخدمون سنوياً نحو 10 آلاف لعبة خاصة، منها الأسلحة البلاستيكية والمسدسات، بالإضافة إلى 24 ألف خرطوشة بلاستيكية، وأكثر من 30 ألف قطعة ألعاب نارية، ونحو 600 سلاح ليزر". ويلفت إلى أن هذه الألعاب تنتشر في الأسواق الموازية، التي عادة ما تلجأ إلى البضائع المهرّبة عبر الحدود التونسية الجزائرية، أو المستوردة من الصين بنسبة 90 في المائة. ويشير مدير الوكالة إلى أنه يتمّ تسجيل نحو 25 حادثاً خطيراً في العيد، نتيجة الألعاب الخطيرة وغير المراقبة. تجدر الإشارة إلى أن غالبية تلك الحوادث هي نتيجة الألعاب النارية التي تسمّى "الفوشيك" في تونس، وذلك على الرغم من إحباط عشرات عمليات التهريب سواء من الحدود الجزائريّة أو الليبية، وحجز آلاف القطع، آخرها إحباط تهريب نحو 56 ألف قطعة منذ أيام قليلة في محافظة قابس في الجنوب التونسي، بالإضافة إلى حجز كميات كبيرة تباع خلسة في غالبية الأسواق الشعبية