تونس-الصباح لم يكد يمر يومان على بداية شهر رمضان، حتى عادت ظاهرة الألعاب النارية للانتشار مجددا وبشكل واسع في عديد المناطق. تغذيها رغبة الصغار في الحصول عليها واللعب بها دون إدراك لمخاطرها الصحية، ولهفة بعض التجار على انتهاز فرصة شهر رمضان، وأجواء العيد والاحتفال لتحصيل الربح السريع ولو بمخالفة القانون.. ورغم الحملات التوعوية والتحسيسية المتكررة وحملات المراقبة فإن ظاهرة بيع المفرقعات "الفوشيك" خلال شهر رمضان وقبل أيام العيد ما تزال موجودة للأسف ويمكن لأي باحث عنها أن يجد ضالته بسهولة خصوصا في الأسواق الموازية. طبعا يحلو دائما للأطفال، وحتى الشباب خلال رمضان وأيام العيد تقضية أمسياتهم باللعب بالألعاب النارية، لكن خطورتها مؤكدة على الأولاد أنفسهم، فقد يتأذى منها الصغار و الكبار كذلك. ويتم في تونس سنويا تسجيل عشرات الحالات من حوادث حرق وتشوه حصلت بسبب تلك الألعاب النارية. لكن بعض الأسر لا تتعض بتلك الحوادث والمخاطر وبالتالي فإن دورها يظل سلبيا في هذا المجال وتسمح لأطفالها بشراء المفرقعات التي تباع بطرق غير شرعية واللعب بها وإيذاء أنفسهم وغيرهم. جدير بالذكر أن استخدام الألعاب النارية بكل أشكالها يعتبر خطرا على الأطفال وهو ما يستدعي الأولياء الى مراقبتهم ومنعهم من استخدامها باعتبارها تسبب اصابات خطيرة خاصة بالعين، تتمثل في حروق بالجفن والملتحمة وتمزق في الجفن أو دخول أجسام غريبة في العين أو حدوث تجمع دموي في الغرفة الأمامية للعين أو انفصال في الشبكية أو فقدان للبصر وقد تتسبب في فقدان كلي للعين. وتشير الإحصائيات الى أن أكثر الفئات العمرية تعرضا للاصابة من مخاطر الألعاب النارية هم الأطفال والمراهقون وخاصة الذكور منهم. وكانت وزارة التجارة والصناعات التقليدية، قد أصدرت مع نهاية شهر جويلية الماضي منشورا يدعو إلى تشديد مراقبة لعب الأطفال النارية. وذلك لما تمثله من "خطر على مستوى النظام العام وسلامة المواطنين. وخاصة الأطفال منهم اعتبارا لخصوصية تركيبتها". ويشدد المنشور على ضرورة تكثيف مصالح المراقبة الاقتصادية التحريات اللازمة وإدراج التصدي لترويج الألعاب النارية الخطرة ضمن الاهتمامات اليومية، وضمن برنامج الفرق المشتركة في مجال مكافحة التوريد العشوائي والتجارة الموازية. ودعا ذات المنشور إلى محاولة الكشف عن مصادر الألعاب والأطراف الموردة لها وأماكن الخزن، وتغطية مختلف مسالك التوزيع والفضاءات التجارية المروجة لها (أسواق أسبوعية، تجار جملة تجار تفصيل، أكشاك، باعة متجولين، فضاءات ترفيه). وحسب مصادر من وزارة الصحة العمومية، فقد نبهت وزارة الصحة أكثر من مرة للمضاعفات التي يمكن أن تنجر عن استعمال اللعب الخطر مثل الأسلحة النارية والقاذفة لكويرات أو نبيلات أو سوائل الى جانب المصوبات الليزرية وهي لعب من شأنها أن تتسبب في حوادث خطيرة وأضرار جسيمة للأطفال. وتنصح وزارة الصحة الأولياء بعدم اقتناء هذه اللعب والعمل على توعية أبنائهم واقناعهم بتجنب استعمالها حفاظا على سلامتهم. وبضرورة الالتزام بما جاء في الإعلان المشترك بين وزارات الداخلية والتنمية المحلية والمالية والتجارة والصناعات التقليدية والصحة العمومية بتاريخ 13 جوان 2003 والمتعلق بمنع توريد ومسك وترويج الفوشيك وجميع اللعب الشبيهة بالأسلحة النارية والقاذفة لكويرات أو نبيلات أو لسوائل وذلك حفاظا على صحة الأطفال وسلامتهم من الأضرار الجسيمة التي يمكن أن تتسبب فيها مثل هذه الأنواع من اللعب. جدير بالذكر أن كل مخالفة لمقتضيات الاعلان المشترك، تعرض صاحبها للتبعات والعقوبات الجارى بها العمل طبقا للنصوص التشريعية المتعلقة بحماية المستهلك ولمقتضيات القانون عدد 117 لسنة 1992 المؤرخ في 7 ديسمبر 1992.