فجّر رئيس الحكومة يوسف الشاهد في العلن وبشكل مباشر في كلمة توجه بها إلى الشعب التونسي إثر تعليق حوار قرطاج حول وثيقة قرطاج 2 أزمته مع حزبه نداء تونس وعلى وجه الخصوص مع المدير التنفيذي للحزب حافظ قائد السبسي وبعض المحيطين به من الوجوه القياديّة، حركة أرجعها الشاهد لتسرّب أزمة الحزب إلى دواليب الدولة وللانعكاسات على الوضع العام في حين اعتبرها آخرون حبلا للنجاة يبحث من خلاله رئيس الحكومة على مخرج يمكّنه من البقاء في القصبة. في داخل نداء تونس انقسام واضح حول التحوير الوزاري بين مطالب بتحوير يطال رئيس الحكومة ومطالب بتحوير يبقي عليه ويطال بعض الحقائب الوزاريّة وتتراوح التقييمات الندائية للشاهد بين "الفاشل" و من تحقّق حكومته بعض النجاحات غير أنه لا وجود إلى إجماع داخل الحزب على موقف موحّد رغم محاولات بعض القيادات الترويج لعكس ذلك. بعد أن فشلت حوارات وثيقة قرطاج 2 وأعلن رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي تعليقها إلى أجل غير مسمّى وبعد أن بات واضحا سعي الاتحاد العام التونسي للشغل وحافظ قائد السبسي لعزل الشاهد، انطلق مشهد أقرب إلى "العبثيّة" في تونس يهدف إلى التجييش ضدّ الرأس الأوّل للسلطة التنفيذيّة ل بالرغم من خطورة إنعكاسات ذلك على الوضع العام بالبلاد وبلغ الأمر بالنداء حدّ تشكيل لجنة حزبيّة لتقييم آداء الحكومة في محاولة لتمرير الموقف بشكل آخر. رغم أن الغاية من تشكيلها كانت مفضوحة تهدف إلى عزل رئيس الحكومة يوسف الشاهد وإقالته بشكل من الأشكال إلاّ أنّ اللجنة المكونة من 14 نائبا ندائيّا قد تحوّلت إلى مشكلة وفجّرت أزمة جديدة صلب حزب نداء تونس بانقلابها من النقيض إلى النقيض معلنة دعمها لبقاء الشاهد في القصبة قبل إصدار تقريرها الختامي. رئيس لجنة تقييم أداء وزراء النداء في الحكومة رمزي خميس قال في تصريح صحفي أنّ اللجنة سجّلت تقدّما في مجال تقييم اعضاء الحكومة وأنها ستنتهي من ذلك بعد جلسة أو جلستين قادمتين، مبرزا أنها تدعم" استقرار البلاد مع المحافظة على رأس السلطة واجراء تحوير عميق يمس المَواطن التي تعاني من نقص وإخلالات". موقف اللجنة الندائية أثار حفيظة المدير التنفيذي للحزب حافظ قائد السبسي وعدد من قيادات ونواب الحزب الآخرين على غرار الرئيس السابق لكتلة الحزب الفاضل بن عمران الذي إعتبر أنّ البيان الصادر عن اللجنة الحزبية المكلفة بتقييم عمل الحكومة لا يلزم الكتلة في شيء مؤكّدا إنّ "رئيس الحكومة يوسف الشاهد إنسان عاجز ولا يريد الاصلاح ولا يريد الاعتراف بأنّ حكومته عاجزة وان أدائها كارثي، ولم يستوعب بعد انّ الاعتراف لن يمس من قيمته" متابعا "إذا كان الشاهد يشعر بأن الاغلبية تدعمه ومرتاحا ومقتنعا بنفسه وله من الانجازات ما يقنع النواب به فليمرّ الى مجلس النواب ". يبدو واضحا من خلال التصريحات والمواقف المتتالية أن علاقة نداء تونس برئيس الحكومة يوسف الشاهد قد باتت معقّدة هي الأخرى ففي الوقت التي تحرص فيها الحزب على إظهار الإنسجام وراء مطلب عزل رئيس الحكومة تطل أصوات ترفع شعارات مضادّة ليكون الحزب بجسم متهالك قد إختلف في اليدين فبإحداها يسند الشاهد وبالأخرى يصفعه ولا إختلاف في أن يدا واحدة لا تصفّق.