منذ إدراجها ضمن القائمة السوادء لأكثر الدول عرضة لتمويل الإرهاب وتبييض الأموال، تعمل تونس جاهدة للخروج منها بشتى الطرق لعلّ أبرزها جملة من الإجراءات المتعلقة بعدد من التشريعات تسعى من خلالها إلى النأي بنفسها عن مأزق القائمة السوداء. ويعدّ ورود إسم تونس ضمن قائمات سوداء خطرا حقيقيا على اقتصادها على اعتبار أنه يقلل حظوظها في الحصول على المساندة والدعم ، لاسيّما وأنها تمر بمرحلة جد حساسة على جل الأصعدة و في أمسّ الحاجة للدعم الأجنبي ولاستقطاب المستثمرين اليها. وتضافرت جهود عديد الأطراف لإخراج تونس من القائمة السوداء لتبييض الأموال وتمويل الإرهاب، على غرار مشروع القانون المتعلق بالتصريح بالمكاسب والمصالح وبمكافحة الإثراء غير المشروع وتضارب المصالح. كما احرزت تونس نقطتين اضافيتين في مجال الشفافية الجبائية، وفق ما اعلنه برنامج شراكة الحكومة المفتوحة برئاسة الحكومة، اليوم الثلاثاء. وقد تبين، على اثر مراجعة تقرير التدقيق حول تونس لسنة 2016، انها تستجيب للمعايير الدولية التي تمكنها من احراز نقطتين اضافيتين في ما يتعلق بالشفافية الجبائية، حسب ما أكده البرنامج من واشنطن. فضلا عن ذلك، أعلنت اللجنة التونسية للتحاليل المالية، الجمعة، ان المجموعة المشتركة لافريقيا والشرق الاوسط التابعة لمجموعة العمل المالي "غافي" توصلت الى أن تونس "عالجت بشكل أساسي عديد النّقاط الفرعيّة لخطة العمل المتعلقة مكافحة غسيل الاموال وتمويل الارهاب"، وانها على مسار صحيح لتنفيذها في الاجال المحددة لها في جانفي 2019 وحتي قبل ذلك الموعد". واضافت في بيان اصدرته حول مشاركتها في اجتماع فريق مراجعة التعاون الدولي التابع "للغافي" نهاية شهر جوان الماضي، ان تنفيذ تونس لهذه الخطة سيؤهلها للخروج من قائمة الدول الخاضعة لرقابة مجموعة "الغافي" غير ان ذلك يتطلب حسب مجموعة العمل المالي "الغافي" استكمال بعض الخطوات المطلوبة. وقد كان الاجتماع مناسبة تم خلال عرض التقدم الذي احرزته تونس في تنفيذ خطة العمل المعتمدة في نوفمبر 2017 بالارجنتين من ذلك انطلاق الهيئة العامة للتأمين وهيئة السوق المالية التونسية في اعتماد دليل اجراءات خاص بالرقابة في مجال مكافحة غسيل الاموال وتمويل الارهاب فضلا عن اصدار الهيئة الوطنية للخبراء المحاسبين معيار مهني حول الواجبات المحمولة على الخبراء المحاسبين في مجال مكافحة غسل الاموال وتمويل الارهاب. كما اصدرت اللجنة التونسية للتحاليل المالية مبادئ توجيهية في مجال مكافحة غسل الاموال وتمويل الارهاب لفائدة الخبراء المحاسبين والمحامين وعدول اإلشهاد والوكالء العقاريين وتجار المصوغ ومديري نوادي القمار. ودعت مجموعة العمل المالي "الغافي" في اجتماعها ليوم 27 جوان 2018 بباريس، تونس الى استكمال خطّة العمل من خلال إدماج العمال والمهن غير المالية المحددة في المنظومة الوطنية لمكافحة غسيل الاموال واصدار النصوص الترتيبية لمهنة المحاماة ومواصلة إبراز فعالية في معالجة التصاريح بالعمليات المسترابة من خلال إتمام تركيز النظام المعلوماتي للجنة التونسية للتحاليل المالية . ويتعين على تونس اثبات فعالية منظومة تطبيق العقوبات المالية المتعلقة بتجميد اموال الارهابيين ونشر القائمة الوطنية للارهاب تطبيقا لقراري مجلس الامن عدد 1267 و 1373 ولايزال امام تونس مواصلة مراقبة قطاع الجمعيات ومّد الفريق بالمستجدات في هذا الشأن و إرساء منظومة فعالة لتطبيق العقوبات المالية المتعلقة بمنع تمويل أسلحة الدمار الشامل تعصير منظومة السجل التجاري بإصدار القانون المتعلق بالسجل الوطني للمؤسسات والذي أعّدته الحكومة وأحالته على مجلس نواب الشعب لمناقشته والتصويت عليه.