لا حديث خلال الفترات الأخيرة إلا عن نداء تونس أو ما يعرف ب"الحزب الحاكم" وما بات يتهدده من مخاطر انشقاق جديد، سيكون الخامس من نوعه في تاريخ الحزب، ما من شأنه أن يتسبب في انهياره، لاسيما وقد فقد وزنا هاما من حاضنته الشعبية. و انخرط النداء في سلسلة جديدة من تشعّباتِ أزمة استقرارٍ ، ارتفعت وتيرتها منذ مطلع الأسبوع المنقضي بحرب بيانات وتصريحات بين قيادات ما يُعرف ب"الشقين"؛ شق موالٍ لنجل رئيس الجمهورية والمدير التنفيذي للحزب حافظ قائد السبسي، و شقّ محسوب على رئيس الحكومة يوسف الشاهد. و تأجج الصراع بين الشقين، ونُشر غسيلهما للعيان، منذ عقد ما لُقّب ب"الهيئة السياسية " اجتماعا الاربعاء المنقضي أصدرت في أعقابه بيانا أعلنت فيه فيه أن "الهيئة السياسية هي الهيئة التنفيذية التي تتحمل مسؤولية تسيير الحزب بصفة جماعية حتى المؤتمر" الذي حُدد موعده في نهاية شهر سبتمبر القادم. كما قررت إقالة الناطق الرسمي المنجي الحرباوي وتعيين النائب بالبرلمان أنس الحطاب مكانه، ليرد على ذلك المدير التنفيذي للحزب ببيان اعتبر فيه أن المجتمعين أقلية، وأن الهيئة السياسية لم يعد لها وجود. واتهم البيان أعضاء الهيئة السياسية بالانقلابيين على المواقف الرسمية للحزب "خدمة لمصالح وحسابات ضيقة بهدف تشتيت الحركة وإضعاف موقعها في المشهد السياسي". وشارك في هذا الاجتماع 11 عضوا من الهيئة السياسية من أصل 31 عضوا هم زهرة إدريس، المنصف السلامي، سفيان طوبال، محمد رمزي خميس، عبدالرؤوف الخماسي، أنس الحطاب، محمد بن صوف، الطيب المدني، الخنساء بن حراث، أحمد الزقلاوي والطاهر بطيخ . ولا تعتبر الصراعات الجديدة صلب الحزب الحاكم أمرا مستجدّا في تاريخ الحزب منذ انتصاره في سباق الانتخابات التشريعية والرئاسية في 2014. وقد عرف حزب نداء تونس سلسلة من الانشقاقات التي انتهت ببروز أربعة أحزاب جديدة خرجت من صلبها، هي حركة مشروع تونس بقيادة محسن مرزوق، وحركة تونس أولا بقيادة رضا بالحاج، وحزب بني وطني بقياردة سعيد العايدي، وحزب المستقبل بقيادة الطاهر بن حسين. ويبدو أن هناك بوادر انشقاق خامس بالحزب، وهو ما كشفه إلى العيان البيان الشهير للهيئة السياسية للحزب. ويرى متابعو الشأن السياسي أن الحرب الجديدة صلب النداء مردّها الصراع على المواقع والمناصب بدجة أولى، و من شأنها أن تلقي بظلالها على استقرار الحزب خلال الفترة القادمة، وهو ما من شأنه أن يمثل ضربة قاصمة وفاصلة في انتخابات 2019 التشريعية والرئاسية.