لا حديث هذه الأيام إلا عن وضع الحزب الحاكم وما بات يطوّقه من عدم استقرار و فوران صلب بيته الدّاخلي، أضحى من أبرز المواضيع التي تتصدر الواجهة، سيّما وأن ماشهده الحزب من ارتجاج ألقى بظلاله على الوضع العام للبلاد، و تحول من شأن حزبي داخلي إلى شأن وطني. الاضطراب الذي يعيش على وقعه "الحزب الحاكم" جعل مسألة إعادة لملمة شتات الحزب ضرورة حتمية لابدّ منها اليوم قبل الغد، لاسيما وأنه لم يعد يفصلنا سوى عام ونيف، عن الانتخابات التشريعية والرئاسية لسنة 2019. المساعي الحزبية الندائية لإعادة لمّ شمل الندائيين المتفرّقين من جديد انطلقت منذ فترة ، وبدأت تؤتي أكلها مع بَدْء عودة "الغاضبين" إلى أحضان الحزب. وكان المنسق العام لحزب تونس أولًا قد أعلن خلال اليومين الماضيين استقالته رسمًيا من الحزب وعودته للحزب الأم، فيما يجري نداء تونس مشاورات مكثفة لإقناع بقية قياداته التي شكلت أحزب جديدة للعودة إلى الحزب الحاكم. وفي تعليقه على ذلك، عبّر القيادي في نداء تونس عبد الرؤوف الخمّاسي عن "رفضه القطعي عودة المنشقين الذي أساؤوا للباجي قائد السبسي وللحزب، وكذلك (...) تحوّل الحزب إلى مزرعة شخصية تُدار بعقلية الاستبداد والتفرّد بالرأي". وبالكاد عاد بلحاج إلى حزبه الأم، حتى باشر شن هجوم على "الشق" الموالي لرئيس الحكومة يوسف الشاهد، حيث اعتبر أن الشاهد يحاول السطو على «نداء تونس» . واعتبر ان الشاهد يستعين بحركة النهضة، و أنهما معا يمثلان المحرك الأساسي للنواب المنشقين الذين أصدروا مؤخرًا بيانًا موقعًا من الهيئة السياسية لنداء تونس دعوا من خلاله إلى عقد مؤتمر الحركة. كما أكد رضا بلحاج أن رئيس حركة مشروع تونس محسن مرزق موجود في عملية إعادة هيكلة النداء، مضيفًا أن " هنالك مرحلتين بالنسبة للعائدين لنداء تونس، منها الذين يسعون للعودة فرادى مثلما فعل هو، أو من خلال تحالف متين والعمل في إطار جبهوي مثلما هو الحال مع محسن مرزوق". ودوّن محسن مرزوق موضحًا آلية التحاقه بحزب نداء تونس: "كررنا أكثر من مرة ونعيد التكرار، نحن في حركة مشروع تونس مستعدون للتحالف والعمل المشترك مع كل القوى الوطنية الفاعلة والمؤثرة، بما فيها نداء تونس، لمعالجة مسألة انخرام التوازن السياسي والمساهمة في نهوض بلادنا الاقتصادي والاجتماعي. و اوضح مزوق، في تدوينته، أن "الوضع في البلاد خطير ولا تنفع بصدده المقاربات الفئوية الضيقة ولَم تنفع هذه المقاربات أبدًا. واستعدادنا هذا ليس جديدًا، ونحن جديون في التعامل معه لأقصى حد. وهذا القرار أخذته مؤسسات حزبنا وكل خطوات تفعيله، ستنظر فيها مؤسسات حزبنا كعادتنا بشكل ديمقراطي وشفاف وواضح. أما مسالة ما يسمى "بالرجوع" والانصهار إلخ فهذا غير مطروح".