يقول المدرّب الألماني هورست هروبريتش :"نحن في ألمانيا عرضة للجنون والهذيان بسبب مدحنا ووتهليلنا للاعبين الأجانب كالإنجليزي واين روني والبرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي، ولكن نحن أيضًا لدينا ميسي أخر، وهو مسعود أوزيل"، حيث يتميّز بالبراعة والارتجال في اللعب ويمكن بسحرية رجله اليسرى أن يفتح كل الأبواب بتمريراته الدقيقة المذهلة لمساعدة زملائه في التسجيل. كل هذا المدح والإطراء وغيره كثير تغيّر في لحظة واحدة إلى لعنة وانتقادات شديدة عن الانجم الألماني بعد فشل "المانشافت" في تجاوز الدور الاوّل في مونديال روسيا 2018 ليتحوّل أوزيل من نجم النجوم إلى أجنبي متخاذل ولاؤه ليس لألمانيا الذي ساعدها على التتويج بكأس العالم. هجمة غير مسبوقة عن الألماني من أصول تركية بعد المونديال بل وتم تحميله مسؤولية الخروج وتم العودة في هذه الانتقادات لصور التي نشرها نجم أرسنال قبل المونديال مع الرئيس التركي طيب رجل أردوغان. وبعد صمت لعدّة أسابيع فاجأ اللاعب الألماني نجم نادي آرسنال الإنكليزي مسعود أوزيل، الجميع بعدما أعلن اعتزاله اللعب دولياً مع منتخب بلاده عبر حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، بتغريدة كتب فيها: " بقلب مثقل بالحزن وبعد كثير من الاعتبارات في ظل الأحداث الأخيرة، فإنني لن أعود للعب مع المنتخب الألماني على المستوى الدولي، بعدما انتابني شعور بالعنصرية وعدم الاحترام". وأضاف أوزيل: "عندما أنجح وأحقق الألقاب أصبح ألمانياً، أما عند الفشل أصبح مهاجراً غير مرغوب به، لماذا تعاملوني هكذا وتعتبروني تركياًألمانياً، هل بسبب تركيا أم لأنني مسلم؟ إنه لمن السيئ أن يعتبرني بعضهم غير ألماني، مع العلم أنني ولدت ودرست وتعلمت في ألمانيا". وخرج مسعود أوزيل عن صمته في وقت سابق، حتى يدافع عن الصورة التي جمعته بالرئيس التركي، إذ شدد أوزيل على أنه لم تكن لديه أية أغراض سياسية عندما التقط الصورة مع أرودغان، بالإضافة إلى مواطنه إيلكاي غوندوغان صاحب الأصول التركية أيضاً، قبل كأس العالم 2018. ولعب النجم الألماني مسعود أوزيل صاحب ال29 عاماً، مع المنتخب الألماني في 92 مباراة، منذ ظهوره الأول مع المانشافت عام 2009، إذ لفت النظر في كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا، ما تسبب بانتقاله حينها إلى ريال مدريد الإسباني، ليتوج لاحقا مع منتخبه الوطني ببطولة مونديال 2014. وأثارت رسالة اعتزال نجم نادي آرسنال الإنكليزي مسعود أوزيل اللعب دولياً مع منتخب المانشافت، رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب تعرضه للعنصرية والكراهية والضغوط من بعض الجماهير ووسائل الإعلام والساسة الألمان. وناصر الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي اللاعب الألماني مسعود أوزيل قراره بالاعتزال الدولي عن اللعب للمنتخب، بعد الحملة المنظمة التي تعرض لها من قبل العنصريين الذين هاجمهم برسالته، ولا سيما الاتحاد الألماني الذي عامله بقلة احترام وعنصرية، في حين رأى بعضهم أن رسالته مؤثرة جداً، وأنه كان أحد اللاعبين الذين جلبوا كأس العالم عام 2014. واعتبر المغردون الأتراك، أن ما قام به اللاعب مسعود أوزيل عمل نبيل، لأنه تعرض لحرب عنصرية غير عادلة، خاصة أن أحدهم قال له: "أود أن أقدم لك التهنئة يا أوزيل على ما قمت به، لأنك تركت المنتخب الألماني بطريقة كريمة، خاصة أنك تعرضت لحملة عنصرية عرقية". وطالب مناصرو نادي آرسنال الإنكليزي اللاعب بعدم القلق، لأن لديه عائلة كبيرة في لندن تقف معه وتحبه، بينما دعا أحدهم إلى وقف التمييز العرقي والعنصرية ضد المهاجرين، ليعلن عن وقوفه وتضامنه الكامل مع النجم الألماني.