تصريحات وتصريحات مضادة وردود أفعال متباينة، وصلت حدّ النّزاع بين قيادات الحزب الحاكم، تصدّرت واجهة الأحداث على الساحة السياسية خلال الفترات الأخيرة، وباتت تؤشّر إلى تصدّع قريبٍ صلب الحزب، لاسيّما وأن هوّة الخلافات بلغت مستوى من الصّعب تداركه أو احتواء تداعياته على مجمل المشهد السياسي في البلاد. وقد عرف حزب نداء تونس، منذ وصوله إلى الحكم في أعقاب انتخابات 2014، سلسلة من الاستقالات التي انتهت ببروز أربعة أحزاب جديدة خرجت من صلبها، هي حركة مشروع تونس بقيادة محسن مرزوق، وحركة تونس أولا بقيادة رضا بالحاج، وحزب بني وطني بقياردة سعيد العايدي، وحزب المستقبل بقيادة الطاهر بن حسين. ومع بروز بوادر لانشقاق خامس صلب الحزب بعد الخلافات الأخيرة بين قياداته التي أسالت الكثير من الحبر وأثارت عديد التساؤلات، دخل رئيس الجمهورية والرئيس المؤسس للحزب على الخط للعب ورقته الأخيرة وإخراج الحزب من عنق الزجاجة. والتقى الباجي قائد السبسي الثلاثاء، بقيادات من حركة نداء تونس في قصر قرطاج. ولئن أكدت قيادات النداء أن هذا اللقاء يندرج في اطار "بحث الوضع العام في البلاد" في ظل تفاقم الخلافات بشأن مصير حكومة يوسف الشاهد وتمسك نداء تونس بإقالتها، وأنه لن يخوض في الشأن الداخلي لنداء تونس، فإن متابعي الشأن السياسي أكدوا يقينهم من أن الاجتماع عقد بالأساس لبحث أزمة الحزب ولملمة شتاته. وهو ما دعمه تصريح النائب عن النداء المنجي الخرباوي الذي أكد أن "رئيس الدولة له الشرعية الانتخابية وهو مرجعية الحزب باعتباره مؤسس الحركة وبيده البوصلة السياسية والتوجهات العامة" . و جمع اللقاء كلا من الباجي قائد السبسي و خمسة من القادة في حركة نداء تونس من بينهم المدير التنفيذي حافظ قائد السبسي ورئيس كتلة الحركة بالبرلمان سفيان طوبال. ويقوم الرئيس المؤسس لحركة نداء تونس بتحركات على مختلف الأصعدة والمستويات لوضع نقطة ختام لأزمة الحزب التي باتت تنذر بانهيار وشيك له، مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية والرئاسية ل2019. و يشهد الحزب الحاكم معركة داخلية ضروسا بين شقين أحدهما موال للمدير التنفيذي للحزب ونجل الرييس حافظ قائد السبسي والآخر مساند لرئيس الحكومة يوسف الشاهد. ويرى متابعو الشأن السياسي أن الباجي قائد السبسي يسعى إلى إنقاذ صورة الحزب قبل الانتخابات القادمة بعد أن خسر كتلة هامة من حاضنته الشعبية ، من خلال تطويق الخلافات الداخلية للحزب التي القت بظلالها على المشهد العام بالبلاد .