جلسة التصويت على وزير الداخلية الجديد هشام الفوراتي خلفا للوزير السابق لطفي براهم تمثّل أول امتحان يخضع له رئيس الحكومة يوسف الشاهد قبالة نواب الشعب تحت قبة باردو، منذ اندلاع الشرارة الأولى للجدل الحاصل حول مآل حكومته. وقد قرّر الشاهد أخيرا ا التوجه إلى البرلمان، للتصويت على التعديل الوزاري الأخير الذي أدخله على حكومته والمتمثل في سد شغور وزارة الداخلية ، وليس إلى جلسة منح ثقة كما كان دعا رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي. وتفصلنا دقائق قليلة على انطلاق جلسة منح الثقة للفوراتي بمجلس نواب الشعب، ليجد يوسف الشاهد نفسه أمام بثّ تجريبي استباقي لجلسة منح الثقة إلى حكومته في صورة ما إذا عُقدت، يجسّ من خلاله الشاهد نبض البرلمان بشأن بقائه من عدمه، من خلال التصويت على الوزير الجديد. وكان الشاهد قد ردّ في تصريحات سابقة على الدعوات المنادية بتغيير حكومته برمتها قائلا إن من يتطرّق إلى هذه المسألة يجب أن يأخذ في الاعتبار الاستحقاقات المقبلة والالتزامات الدولية، مشددا على أن من يدعو للتغيير، عليه مراعاة مصالح الدولة التونسية، وعدم الزج بها في الخطر. وذكّر الشاهد بالمفاوضات الاجتماعية التي لا تزال جارية، وبزيارة بعثة صندوق النقد الدولي في شهر أوت المقبل، وإعداد قانون المالية، إضافة إلى إنجاح الموسم السياحي. يشار إلى أن الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي، كان قد أكد مطلع الأسبوع الجاري أن الكرة أصبحت اليوم في ملعب البرلمان، وبين الأطراف السياسية الحاكمة، التي ستحدد مصير حكومة الشاهد. و تختلف التوقعات حول نتائج التصويت التي ستفضي إليها الجلسة. و كان النائب عن نداء تونس المنجي الحرباوي قد أعلن أمس أن الكتلة ستصوت ضد منح الثقة للوزير، فيما صرحت النائب انس الحطاب أن 20 نائبا من النداء سيمنحون الثقة له. ومن جهته، أعلن رئيس كتلة حركة النهضة نورالدين البحيري أن كتلة الحركة ستمنح ثقتها الفوراتي. فيما اجتمعت أصوات أحزاب المعارضة على قرار عدم منح الثقة اليه، حيث قال النائب عماد الدايمي، عن حزب "حراك تونس الإرادة"، إن حزبه لن يمنح الثقة للوزير، مشيرا في حوار لإذاعة "شمس"، إلى أن "الوزير ليس وزيرنا والحكومة ليست حكومتنا ولن نمنحه الثّقة... ورئيس الحكومة يوسف الشاهد يسعى إلى فرض سياسة الأمر الواقع". ومن جهته ، كتب الأمين العام لحزب "التيار الديمقراطي"، غازي الشواشي، على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي، فيسبوك: "في إطار الصراع المحموم بين القصبة وقرطاج ، يبدو أن السيد هشام الفراتي سيكون أول مترشح لمنصب وزير لا يحصل على عدد الأصوات المطلوب لنيل ثقة البرلمان ". بدورهم، أكد نواب من "الجبهة الشعبية" قرارهم بعدم منح الثقة للوزير الجديد. يُذكر أن يوسف الشاهد كان قد عيّن في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء هشام الفوراتي وزيرا للداخلية ليعوض بذلك غازي الجريبي الذي شغل هذا المنصب بالنيابة منذ اقالة لطفي ابراهم يوم 6 جوان المنقضي.