تعوّل تونس كثيرا على منتوجاتها من التمور ، على الصعيدين النوعي و الكمّي على حدّ السواء ، متصدّرة بفضلها أولى المراتب العالمية لجودتها ، و تلعب صادراتها دورا محوريا في دعم ميزانية الدولة وفي تعويض جزء كبير من عائدات مالية انخفضت كثيرا مع تراجع قطاعات أخرى . و يعدّ النخيل أهمّ ثروة فلاحية على ضفاف شط الجريد في واحات بلاد الجريد وقبلي وكذلك في قفصة وقابس حتى أنّ بعض الفلاحين يعتبرونه بمثابة بترول المنطقة. و بحسب بيانات إحصائية، حققت تونس أرقامًا قياسية في تصدير التمور سواء من حيث الكميات أو المداخيل؛ إذ بلغت كميات التمور المصدرة لأكثر من 80 بلدًا أكثر من 119 ألف طن، فيما فاقت المداخيل 700.000 دينار. وقد سجلت مداخيل صادرات التمور في موسم التصدير من أكتوبر 2017 إلى غاية 27 جويلية 2018 ارتفاعًا بنسبة 32.3 في المائة من حيث القمة، وتطوّرًا من حيث الكميات بلغ 16.3 في المائة مقارنة بالموسم الفارط. وأفادت وزارة الفلاحة والموارد المائية الثلاثاء 31 جويلية 2018 أن الارتفاع المسجّل يعود إلى تطور نسق التصدير نحو الأسواق التقليدية كالمغرب بزيادة 25 في المائة، وأسبانيا بزيادة نحو 50 في المائة. كما تم تسجيل التصدير ولأول مرة للولايات المتحدةالأمريكية بأكثر من 8800 طن، فيما تطوّر التصدير نحو السوق الهندية بنسبة 182 في المائة. وتتصدر تونس قائمة الدول المصدرة للتمر، ووفقا لوزارة الفلاحة، تملك تونس ثروة تقدر ب5.4 مليون شجرة نخيل. وتحقق هذه الثروة عوائد تصل إلى 231 مليون دولار، حصيلة الصادرات السنوية للتمر. جدير بالإشارة أن تونس تنتج حوالي 200 نوع من التمور وهناك من يعدّها أكثر من ذلك، من أهمّها دقلة النور والفطيمي ولخوات والكنتة والعليق، وهي التي تجد إقبالا في الأسواق العالمية.أمّا بقية الأنواع فتروّج في السوق المحلية. وتصنّٓف دقلة النور الأفضل و الأجود من بينها ويقبل عليها المستهلكون بكثافة وخاصة في أوروبا. ورغم أنّ دقلة النور تنتجها عديد البلدان مثل الجزائر خاصة والولايات المتحدة بولايات كليفورنيا وتكساس وأريزونا وجنوب إفريقيا و فلسطين والمغرب إلا أنّ دقلة النور التونسيةوالجزائرية تبقى الأجود والأكثر جاذبية للأسواق العالمية. و تعتبر تونس من بين الدول العشر الأوائل المنتجة للتمور في العالم . ورغم أنّ تونس ليست أوّل منتج فإنّها مصنّفة أوّل مصدّر للتمور في العالم من حيث القيمة المالية وأول مزوّد لأوروبا. فقد أنتجت واحاتها احوالي 240 ألف طن في الموسم الماضي 2015 – 2016 (منها 182.250 ألف طن دقلة نور) صُدّر منها حوالي 108 آلاف طنّ مكّنت تونس من عائدات من العملة الصعبة قُدّرت ب 463.3 مليون دينار.