في تمام الساعة العاشرة وخمس دقائق انهت جماهير المسرح الاثري بقرطاج النشيد الوطني الذي افتتحت به كل سهرات المهرجان ، وبدات تنادي باسم الفنان الذي سيطل بعد لحظات على المسرح. فأطل "ريس" الاغنية العربية ملحم زين بطريقة فلكلورية اشعل بها ارجاء المهرجان وزان المسرح باصطحابه للعلمين التونسي واللبناني وتعبيراته بالعلاقة التوأمة بين البلدين وحب الشعبين لبعظهما. وقدّم ملحم زين في سهرته بقرطاج، برنامجًا متنوعًا مزج فيه بين الإيقاعي والرومانسي، وكان تفاعل الجمهور معه كبيرًا، وبدا ملحم زين وفرقته سعداء جدًّا نظرًا لحجم تفاعل الجمهور الذي لم تهدأ حركته، وظلّ طيلة أكثر من ساعتين يرقص على أنغام الدبكة، والمواويل الجبلية التي أدّاها ابن البقاع اللبنانية بحرفية كبيرة. أما برنامج السهرة التي حاول فيها "الريس" الاستجابة لطلبات الجمهور قدر الإمكان، فقد تضمّن أغاني عدة مشهورة لملحم زين، مثل: "نامي يا حياتي"، و"ضلّي اضحكي"، و"ما في جرح تخلص الدنيا بعدو"، و"بدّي حبك" و"إنتِ مشيتي وبكيِت الوردة"… اما الاغنية التي ضلت الحدث في سهرة البارحة من مهرجان قرطاج الدولي في دورته ال54 هي اغنية "غيبي يا شمس غيبي" والتي تفاعل معها الجمهور بطريقة غير مسبوقة رغم انها من الاغاني القديمة للفنان ملحم زين واختار ملحم زين أيضًا أن يكرّم الفنانة الراحلة ذكرى، التي اعترف بأنه لا أحد يمكنه مضاهاة صوتها، فغنّى لها "وحياتي عندك". ومن ألحان كاظم الساهر غنّى ملحم زين "العدل يا حبيبتي". واستجابةً لرغبة الجمهور غنّى "الريس" في نهاية الحفل، "عندك بحريّة يا ريّس". وعلى عكس الكثير من النجوم العرب، فقد أظهر ملحم زين الكثير من التواضع في تعامله مع الجمهور والصحافة التونسية، وبعد الحفل وإثر ختام المؤتمر الصحافي، حقّق النجم اللبناني حلم فتاة مقعدة كانت تقف أمام مدخل الكواليس وترغب في لقائه، وتحوّل إليها بنفسه لتحيّتها والتقاط صور معها، ومع الجمهور الذي كان في انتظاره.