جدل وضجة واسعان أثارتهما قضية مركب المهاجرين الذي يضم مايناهز ال40 مهاجرا افريقيا من جنسيات مختلفة و العالق قبالة مرفأ جرجيس منذ نحو اسبوعين . وبعد شد وجذب متواصلين، قررت السلطات أخيرا استقبال السفينة، وذلك بعد منعها السفينة التجارية التي انقذتهم من الرسو في موانئها. وفي خضمّ هذا الشأن ، أكّد وزير الشؤون الخارجية خميس الجهيناوي أن تونس ستتواصل مع سفارات ال40 مهاجرًا غير نظاميين، الذين تمّ إنقاذهم بسواحل مدينة جرجيس من أجل إعادتهم إلى بلدانهم. ولفت في هذا الصدد إلى أن تونس استقبلتهم بعد أن رفضت عدد من الدول الأوروبية ذلك ومكثوا في عرض البحر لحوالي أسبوعين. وأضاف الجهيناوي، في تصريح إعلامي على هامش لقاء جمعه بأمين عام الاتحاد من أجل المتوسط، الخميس 2 أوت 2018، أن المهاجرين كانوا في وضعية إنسانية صعبة وأن مساعدتهم جاءت من منطلق الحرص على الجانب الإنساني في هذا الإشكال، حسب تعبيره. يذكر أن تونس استقبلت الأربعاء 40 مهاجرًا ظلوا عالقين لأكثر من أسبوعين قبالة السواحل التونسية وتحديدًا بسواحل جرجيس من ولاية مدنين. وكان رئيس الحكومة يوسف الشاهد قد أكد في جلسة البرلمان المخصصة للتصويت على الثقة بوزير الداخلية 28 جويلية 2018، إن تونس "قدمت لهم المساعدة الطبية وستدخلهم الى ترابها لأسباب إنسانية". ولفت الشاهد إلى أن المهاجرين تم انقاذهم بادئ الامر "عندما كانوا عالقين داخل المياه الإقليمية المالطية". وتنتظر سفينة الشحن "ساروست 5" التي ترفع علم تونس، منذ اسبوعين قبالة سواحل جرجيس، وعلى متنها 40 مهاجرا. وكان المهاجرون الافارقة قد انطلقوا من ليبيا على متن قارب مطاطي وتاهوا في عرض البحر المتوسط على مدى خمسة ايام قبل ان ترصدهم السفينة "كارولين 3" التي ارسلها خفر السواحل المالطيون بدون ذكر تاريخ محدد لذلك. واتصلت السفينة بخفر السواحل في ايطالياوفرنسا ومالطا و"قد رفضوا استقبالهم بحجة ان الموانئ التونسية هي الاقرب"، وفقا لبيان اصدرته منظمات تونسية غير حكومية. وقد أعرب قبطان السفينة علي حجي عن سعادته وارتياحه لهذا القرار على الرغم من تأخره، مشيرا الى ان المهاجرين منهكون ويريدون الدخول الى تونس. جدير بالذكر أن عديد الجهات الاوروبية تسلط ضغطا على دول شمال افريقيا، ومن بينهم تونس، لإقامة مخيمات لاستقبال للمهاجرين غير الشرعيين عبر البحر، وهو ما رفضته دول شمال أفريقيا بشدة إلى حد الآن. وكانت منظمات حقوقية قد دعت السلطات التونسية للسماح برسو السفينة التجارية التي تقل 40 مهاجرا، تم إنقاذهم بعد إبحارهم من ليبيا، وذلك بعدما رفضت فرنسا وإيطاليا ومالطا استقبالهم. وأكدت المنظمات فى بيان مشترك أن المهاجرين الذين ينحدرون من أفريقيا وجنوب الصحراء تاهوا فى عرض البحر المتوسط على متن قارب مطاطى منذ أسبوعين ورصدتهم السفينة "كارولين 3" التى أرسلها خفر السواحل المالطي بدون ذكر تاريخ محدد لذلك. وأوضحت المنظمات أن "السلطات التونسية لم تأذن بدخول السفينة الميناء، مؤكدة أن أي قرار نهائي لم يتخذ بعد"، وطالبت المنظمات الأربع وبينها "المنتدى التونسى للحقوق الاقتصادية والاجتماعية" السلطات "بالامتثال سريعا لالتزاماتها" بموجب المواثيق الدولية. وفي هذا الصدد، قال رئيس المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، مسعود الرمضاني، ان "قارب هؤلاء المهاجرين تعطل في المياه الأقليمية قرب الحدود الليبية وشركة غاز بريطانية قامت بإنقاذهم من الغرق. ولكن رفضت السلطات الإيطالية والمالطية إيواءهم، مبينا أن السلطات التونسية والمنظمة الدولية للهجرة بصدد تقديم الإسعافات والطعام لهؤلاء المهاجرين العالقين في وسط البحر حينها. وأوضح الرمضاني أنّ من بين هؤلاء المهاجرين أفارقةً من جنوب الصحراء، وامرأتين حاملتين، ومصريين، مبينا أنّ أوروبا تريد من تونس أن تستقبلهم لتتحول إلى مركز لإيواء المهاجرين، الأمر الذي ترفضه السلطات التونسية، مشيرا إلى أنّ المخاوف أن يتم إرجاعهم إلى ليبيا في ظل وضع متدهور هناك، أو العودة بهم إلى بلدانهم الأصلية ما يشكل خطرا على حياتهم في ظل انتشار الفقر وغياب الأمن.