عاد القيادي في حزب نداء تونس ناجي جلول بقوة إلى المشهد السياسي خلال الفترات الأخيرة، لاسيّما بعد تصدر جدل الوضع الراهن ل"الحزب الحاكم" و تأثيره على الوضع العام بالبلاد للواجهة . "الشاهد" كان لها لقاء خاص مع ناجي جلول للحديث معه حول مختلف المسائل الراهنة؛ منها ما له علاقة مباشرة بحركة نداء تونس، وأخرى تتعلق بالأوضاع العامة بالبلاد (السياسية منها والاقتصادية.. ) .. و حول علاقة التونسي بالسياسيين ومدى الثقة التي يوليهم إياها، أكد جلول أن على سياسيي اليوم أن يلتزموا بعقد أخلاقي كي يستعيدوا ثقة الشعب في الأحزاب. و شدد في ذات الصدد على ضرورة احترام السيادة الوطنية، مصرحا : " على التونسي أن يتصالح مع تاريخه.. ولا أحد بإمكانه إلغاء الآخر " . وبخصوص تموقعه في النداء، لفت جلول، في حديثه مع "الشاهد"، إلى أنه يعتبر نفسه عنصرا فاعلا في الحزب، متابعا القول : "أعتبر نفسي مثقفا ولدي أصول فكرية، ولذلك ينتقدني زملائي في النداء"، وفق تقديره. واضاف، في السياق ذاته، أن "المثقف هو الذي يصنع الرؤية عند الوصول للسلطة ، ومشكلة الطبقة السياسية ليست لها رؤية" ، منوها بأن "النظام السياسي تسبب في تغييب المثقفين و دفعهم إلى العزوف عن الحياة السياسية ، لتتكون بذلك دولة دون برامج ومشاريع خلاقة". وفيما يتعلق بالنزاعات القائمة صلب نداء تونس، نوه محدّث "الشاهد" بأنه لم ينخرط في ما أسماه ب" صراعات شروخ النداء". وتابع القول " لي علاقات ممتازة مع كل الفرقاء داخل الحزب وحتى مع من غادروه على غرار محسن مرزوق " . و أشار، في سياق متصل، إلى أن هناك عائلتين سياسيتين في تونس وهما العائلة الدستورية والعائلة الإسلامية، موضحا أن "العائلة الإسلامية تمثلها حركة النهضة و هي حزب منظم هيكليا" ، أما العائلة الدستورية فإنها " لم تتمكن بعد من بناء مشروع واضح" ، منوها بأن الأحزاب عندما تبنى يجب أن تخرج من حلقة الشخصنة. و أضاف في الصدد ذاته، انه يسعى الى "تجميع الأحزاب الديمقراطية ليكون المشهد السياسي متكونا من حزبين يتداولان على السلطة " . و في حديثه عن علاقته بحركة النهضة، نوه ناجي جلول بأن "النهضة حزب سياسي محترم" مؤكدا أنه يختلف معه لكنه دافع عن حقهم في التواجد منذ عهد بن علي ، وفق تعبيره. أما بخصوص وضع الاقتصاد التونسي ، أكد محدث الشاهد، أننا " وصلنا اليوم الى انهيار الطبقة الوسطى " ، مشيرا الى ان التضخم يعتبر سرطانا بالنسبة الى هذه الطبقة، وفق تقديره. و اضاف أن "الدولة تبنى على التعليم والصحة "، مسلطا الضوء على "معضلة انخفاض مخزون البلاد من الأدوية ومشكل الصحة العمومية و ملف التعليم العمومي،.. "