يواصل الاتحاد العام التونسي للشغل خوض معركة كسر العظام التي بات يخوضها مع حكومة يوسف الشاهد، مصرّا أيّما إصرار على إسقاطها، ليَظهر بالمكشوف انخراط المركزية النقابية في لعبة سياسية بغاية ضرب الحكومة الحالية دون إيلاء أي أهمية لما تقتضيه المصلحة الوطنية. ويبدو أن الاتحاد لم يتراجع عن مطلبيته القطعية حول ضرورة تغيير الحكومة برمتها، ولم تدم الهدنة التي دخل فيها طويلا، إذ سرعان ما عادت قيادات المنظمة الشغيلة بتصريحاتها اللاذعة ضد الحكومة، وعلى رأسها الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نورالدين الطبوبي. وفي تعقيبه على ذلك، اعتبر النّاطق الرّسمي بإسم الحكومة، اياد الدهماني، الخميس 9 أوت 2018، أنّ الدور الرئيسي للاتحاد العام التونسي للشغل يجب أن يكون وطنيا ويقتصر على المفاوضات الاجتماعية فقط. و أضاف الدهماني، في ذات السياق ، "ليس من دور المنظمات الوطنية المطالبة بتغيير الحكومات لأن البرلمان هو الجهة الوحيدة المُخوّل لها ذلك باعتباره صاحب المشروعية في مثل هذه القرارات". وطالب الدهماني ما أسماها ب "أطراف تُنادي بإسقاط الحكومة" بتقديم لائحة لوم للبرلمان لتغيير رئيس الحكومة، مضيفا "الحكومة لم تشعر بالغرور عند نيل وزير الداخلية هشام الفوراتي ثقة البرلمان ب 148 صوتا.. الدولة يحكمها دستور وليس مهمّا حصول وزير الداخلية على 109 أو 148 صوتا بل الأهمّ مصادقة مجلس نواب الشعب على التحوير". يذكر أن زعيم المركزية النقابية نورالدين الطبوبي استأنف مؤخرا خطاباته التصعيدية ضد الحكومة، بعد ان سبق وتراجع عنها ممررا الكرة لمجلس نواب الشعب؛ بيد أن البرلمان لم يحقق مبتغى الطبوبي، و لم تتمكن قوى المعارضة من تجميع التوقيعات الكافية في عريضة لإرغام رئيس الحكومة للقدوم للبرلمان وطلب التصويت على تجديد منح الثقة الى حكومته. وتواصل المركزية النقابية تمسكها بتغيير الحكومة برمتها، و قال الطبوبي في هذا الصدد إنّ موقف الاتحاد حول ضرورة تغيير الحكومة لن يتزحزح قيد أنملة. وأشار الطبوبي إلى أن الوضع العام بالبلاد صعب في ظل فقدان الأدوية الذي أصبح يهدد حياة المواطنين إلى جانب الوضع الاجتماعي الحرج. وأضاف الطبوبي أن هيهات لمن يريدون أن يضعوا الاتحاد في مربع خاص والاتحاد له تاريخ وحاضر مجيد وسيكون له مستقبل زاهر، مشيرا إلى أن «السياسيين المراهقين الذين لا يعوا قيمة الدولة ومكانتها، اتحاد الشغل لن يسلّم تونس لهم أحب من أحب وكره من كره، وعلم تونس ومكانتها فوق كل الحسابات السياسية، والإتحاد سيلعب دوره الوطني بامتياز ونفس الشيء أحب من أحب وكره من كره».